ياسمين
المحتويات
تشعر به بداخلها .. حزنا كان أم فرحا .. أنهت غدائها .. ووقفت قليلا مع بعض زميلاتها العاملات فى المزرعة .. كانت ياسمين تتهرب دائما من صحبتهن .. أو التحدث معهن .. فكان قلبها يحمل هما يكتفها .. فلا تستطيع الإندماج مع الآخرين .. أو التواصل معهن .. لكنها اليوم كالطير الحبيس الذى حصل أخيرا على حريته .. وقفت تتجاذب معهن أطراف الحديث وتضحك فى مرح .. وفجأة اقتربت منها مها .. لم تلقى لها ياسمين بالا .. وقفت مها بين الجمع وصفقت بيديها لتجذب انتباههم قائله
ثم التفتت الى ياسمين وقالت بخبث
ولا تحبي تقوليلهم الخبر بنفسك يا ياسمين
نظرت اليها ياسمين بدهشة قائله
خبر ايه يا مها
قالت مها بعتاب مصطنع
اخص عليكي .. طالما فرحتى يبقى تفرحينا معاكى
جف حق ياسمين ونظرت اليها قائله
نظرت مها الى الفتيات اللاتى توقفن عن الحديث وتابعن ما يحدث .. قالت لهن فى مرح
النهاردة عايزين كلنا نبارك ل ياسمين
نظرن الى ياسمين وقالت احداهن
نباركلها على ايه
وقالت أخرى
ايه اتخطبت
قالت مها وهى تنظر الى ياسمين بشماته
لأ .. اطلقت
بجد
ايه ده هى كانت متجوزة أصلا
أكيد بتهزرى
ياسمين أصلا مش متجوزة
قالت مها شارحه فى استمتاع
ياسمين كانت رافعة قضية خلع على زوجها وكسبتها امبارح
ثم نظرت الي ياسمين قائله بخبث
لم تستطع ياسمين تحمل تلميحاتها فإنصرفت فى عجاله .. كانت تسير بسرعة وهى لا ترى أمامها .. كانت العبرات تتجمع فى عينينها .. قابلها هانى فحاول يوقفها قائلا
دكتورة ياسمين ثوانى لو سمحتى
فجرت مها قنبلتها ثم أخذت طعامها وجلست على احدى الطاولات تتجاذب أطراف الحديث مع شيماء .. وفجأة رأت دكتور حسن يقف بجانبها .. فالتفتت تنظر اليه فى صمت .. فقال بحزم
المزرعة هنا للشغل وبس يا دكتورة مها .. مش مكان للقيل والقال .. لو ضايقتى أى زميلة ليكي مرة تانية أنا هبلغ البشمهندس عمر بنفسي
شعرت مها بالخۏف فقالت له
أنا مكنتش قصدى أضايقها يا دكتور حسن أنا بس ....
قاطعها الرجل بحزم قائلا
أنا مبحبش أقطع عيش حد .. لو البشمهندس عمر عرف اللى انتى عملتيه أظن هيتصرف معاكى تصرف يزعلك .. مش عايز أشوف منك غلطة مرة تانية .. لا فى حق دكتورة ياسمين ولا فى حق أى حد تانى هنا فى المزرعة .. مفهوم
أومأت برأسها
فى صمت .. غادر القاعة فالتفتت الى شيماء قائله
هو ماله ده .. يكنش اشتغل محامى للست ياسمين وأنا معرفش
أخذت تتناول طعامها فى حنق
كان عمر يجلس فى مكتبه .. كان تركيزه كله موجه الى تلك الفتاة التى تبعد عنه بضع خطوات .. شعر بأنه يرغب فى رؤيتها مرة أخرى .. نهض من مكتبه وتوجه الى مكان عملها .. لم يجدها .. فسأل هانى الذى كان يجلس على أحد الكراسي يطالع كتاب بيده
مشفتش الدكتورة ياسمين يا هانى
قال هانى بحنق
أديني آعد مستنيها .. شوفتها من شوية ماشيه وواخده فى وشها نادتلها معبرتنيش
قال عمر بقلق
مشيت منين
أشار له هانى الى الإتجاه الذى رأى ياسمين تسير فيه .. ذهب عمر فى اثرها .. ظن أنها ذهبت الى شجرته .. اقترب من الشجرة فسمع صوت شهقات صغيره .. التف حول الشجرة ليجد ياسمين جالسه على الجذع تخفى وجهها بكفيها .. وتبكى .. هتف فى لوعه
ياسمين فى ايه
رفعت رأسها لتراه أمامها .. مسحت عبراتها المتساقطه قائله
مفيش حاجه
تفرس فيها وسألها مرة أخرى
قوليلى ايه اللى حصل
ردت پحده دون أن تنظر اليه
قولتلك مفيش
احتار
متابعة القراءة