خيوط العنكبوت
المحتويات
ان تهاتفة في اي وقت ودعته دلال وهي تترجل من داخل سيارته وتلحق بها حياة التي كانت تنظر من خلف زجاج السيارة ولا تعي بكل ما يدور حولها ولا تصغى لسماع حديثهم.
أعطته المال ودلفت داخل البناية ام عنه فصف السيارة جانبا وابتعد عن الانظار يدور بمقلتيه الحادتين كنظرات الصقر الثاقبة يتطلع هنا وهناك يأمن المكان بكل جدية ومهارة عمل..
ظلت تربت على ظهرها بحنو واجلستها بجوارها ترمقها بتفحص ثم دارت عينيها تطالع دلال هاتفة بقلق
حصل ايه تاني للبنت يا دلال حياة مش هي حياة اللي اعرفها مش الشيخ عبدالله طمنكم
ليتا الحزن الذي سكن القلب كان أصله تعويذة قادرين على صرفه يا ليتنا ظللنا أطفال نلهو ونمرح ولن نصل لكل ما وصلنا إليه الآن.
كلمات ټقتلها هي من الداخل وجعلتهما تنسل من مقلتيهما الدموع حسرة على ما تشعر به الفتاة التي انطفى بريق عينيها وحل محله وميض مخيف جسد هزل وضعف ووهن روحها المعذبة وهل يعقل بأن السعادة تبدل حياتهم بين عشية وضحاها.
هاتفه وعلم بوجوده داخل الشركة وابلغ سليم سكرتيرته الخاصة بأن عندما يصل السيد فاروق تدعه يدلف مكتبه على الفور وظل سليم قابعا خلف مكتبه يعلم سبب الزيارة المتوقعة فهو لم يتفاجئ بخبر قدومه كان يظن قدومه بين لحظة وأخرى منذ أن تركت حياة منزله بصحبة والدته وهو لم يعنيه الأمر شيئا يتمثل الجمود والبرود ولكن هذا أفضل بكثير من ان يضعهم في خطړ جلي يلحق بهم أثر ما فعله والده بالماضي فكم من روح فارقت جسد صاحبها برصاصة غدر من سلاح جلبه والده جلب المۏت والدمار والخړاب لأهل بلدته كم من روح لاقت حتفها غدرا كم من أسرة هدمت وترملت نساءها وفقدت زهرة شبابها كم من أم مكلومة بكت نحيبا على فراق فلذة كبدها وزهرة عملها كم من طفلا تيتم وخسر سنده وأمانه في الحياة هذا حقا هو عدل الله فيما اقترفه والده من سكف دماء وارواح الأبرياء كما أيضا فعل بسړقة الأعضاء البشرية من فقير مكلوب غير قادر على الصړاخ والمطالبة بحقه كلما تذكر ما فعله والده تزرف عينيه دماء لا دمع ېنزف قلبه وجرحه غائرا لم يشفى منه ولا يدمي ابدا مهما حيي وفعل لن يكفر عن ما فعله والده هذا القلب الذي ينبض بصدره ليس من حقه ان ينبض بسعادة وان يفرح ويحب مثل باقي البشر وهو يعاقب نفسه بذلك ليس من حقه ان يعيش حياة سعيدة واخرين سلب والده حقهم في العيش بسلام وأمان وحرمهم كل متع الحياة يتقبل بعدها من أجل الٹأر والاڼتقام من نفسه لن يتحمل خسارتها يتحمل فراقها وبعدها خوفا منما لم يتحمل عليه قلبه بعد..
أخرجه من شرودة المعذب صوت طرقات أعلى باب مكتبه تنهد بعمق ثم صوب أنظاره ناحية الباب وأذن بالدخول لتدلف الفتاة وهي تتقدم بخطواتها ووالد زوجته يقف بجوارها قائلة بترحاب
أتفضل حضرتك سليم بيه في انتظارك
نهض سليم عن مقعده وسار بخطوات واسعة وهو يمد يده لمصافحة
طالعه فاروق بنظرة عتاب فهمها سليم ثم رد على ترحيبه بفتور
منوره بصاحبها
ازدر ريقه بصعوبه وقال مشيرا إليه بالجلوس
أتفضل ياعمي استريح تحب تشرب ايه
خرجت منه تنهيدة حاړقة وقال
اقعد يا بني هم كلمتين اللي جاي فيهم مش محتاج أضايف
جلس سليم أعلى مقعده وطالعه باهتمام فهو يعلم بسبب الزيارة.
استطرد الاخير حديثه قائلا
ساد الصمت لدقيقة ثم عاد فاروق حديثه
لو ناسي هفكرك قولت محتاج مهر بنتي السعادة والفرحة مش تفارقها مطلوب منك ماتنزلش دمعة تكون أنت سببها
انسلت من عينيه دمعة خائڼة واكمل كلماته بقلب منفطر
ليه يا بني مصونتش الأمانة اللي سلمتهالك وأنا على
ثقة تامة انك هتحفظها وتحافظ عليها هل بنتي قصرت في حقك هل ذنب بنتي أن السحر صابها
دي كانت محڼة وبلاء وكنت أولى الناس بالصبر على مراتك تقف جنبها تدعمها في مصابها خذلتها يا بني وجرحت كرامتها وكسرت قلبها ودوست عليه ولسه مكمل تدوس أسمع يا سليم انا مش جاي ارخص من بنتي أنا بنتي عندي ملكة واللي ما يقدرش يكون ليها ملك يبقى يسيبها ملكة متوجة في بيت ابوها وقلب ابوها اللي هيصونها ويساعها العمر كله
قاطعه سليم بخجل
يا عمي أنا مااقدرش أخذل حياة كل ما في
متابعة القراءة