الذئاب بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز


التي ظلت ترمقها بنظرات تضايقت خديجة منها ولم
تعايراها إهتمام
قالت سماح بسخرية وهي تتشدق بالعلكة هي دي مالها شايفه نفسها علينا كده ليه
وصلت خديجة إلي السيارة لتجد السائق يفتح لها باب المقعد الخلفي ولجت إلي الداخل ثم أوصدت الباب وركب السائق وبدأ ف تشغيل المحرك وأنطلق إلي القصر 
تتأمل الشوارع والأبنية الضخمه من النافذة كانت تفكر فيما ستهاديه لتلك الصغيرة

لو سمحت ممكن وأحنا ف الطريق نعدي ع سيتي ستارز قالتها خديجة
السائق تحت أمرك يا آنسه خديجة
بداخل سيارته الفارهة السوداء يتحدث ف الهاتف من خلال سماعته الاسلكية 
آدم مبتسما وهو لسه شاف حاجة هفضل وراه لحد ما يشرف السچن وياخد تأبيدة إن شاء الله
الطرف الأخر هدي اللعب دلوقت أظن لسه الي اسمه كنان مبلغهوش الظاهر لسه ف إيطاليا
آدم بسخرية طبعا رايح يستورد شحنة أسلحة جديدة
الطرف الأخر مظنش ع ما أعتقد واخد مراته وبيقضو الهني مون
تجهم وجهه ليجز ع فكيه بحنق ليتوقف فجاءة بسيارته ليدوي صرير إحتكاك الإطارات بالأسفلت
صاح الطرف الأخر آدم آآآدم
أغلق آدم المكالمة تتعالي أنفاس غضبه كلما تذكر نظراتها إليه وهي تستغيث به ظل يطلق السباب ع نفسه وهو يضرب عجلة المقود بقبضته بكل قوته أحس بالأختناق فترجل من سيارته أمام إحدي المجمعات التجارية الشهيرة أوصد أبواب سيارته بمفتاح التحكم صعد الدرج ليدلف من البوابة الزجاجية الضخمة 
توقف السائق أمام المجمع التجاري وقال أتفضلي يا آنسة خديجة إحنا وصلنا
خديجة وهي تفتح باب السيارة طيب معلش ممكن تستناني وبإذن الله مش هتأخر
أومأ لها وقال خدي وقتك وأنا ف أنتظار حضرتك
صعدت الدرج لتدلف إلي الداخل عبر البوابة الزجاجية تتلفت يمينا ويسارا لتري الكثير من الناس الخارج والداخل في المتاجر وقفت أمام الدرج الكهربائي صعدت درجة ليصعد بها لأعلي وهي تبحث عن متجر شهير لألعاب الأطفال وصلت الطابق الثاني لتجد مبتغاها مشت عدة خطوات فتوقفت أمام فاترينا العرض ثم دفعت الباب وولجت إلي الداخل لتنتابها الحيرة من كثرة الألعاب والدمي فطبيعتها كأنثي تعشق الدمي الخاصة بالفتيات كالعرائس البلاستيكية وغيرها 
تقدمت نحوها فتاة ترتدي بدلة نسائية سوداء قالت بنبرة ناعمة وهادئة حضرتك بتدوري ع حاجة معينة 
أومأت لها خديجة مبتسمة وقالت أه عايزه عروسة جميلة لبنوتة عندها 7سنين
البائعة وهي تشير لها إلي إحدي العرائس بصي حضرتك العروسة دي عليها إقبال جامد من الأطفال وخاصة عليها أوفر وهو عروسة بيبي
خديجة خلاص أنا هاخدها بكام 
قبل الخصم ب 850 ج وبعد الخصم ب 750 ج أغلفها لحضرتك 
خديجة أوك ثم أخرجت محفظتها الجلدية و أخذت منها ثمن الدمية وقامت بدفعه إلي الفتاة وأخذت الدمي ف حقيبة هدايا وغادرت المتجر
بينما لدي متجر أخر يخرج للتو يمسك بحقيبة هدايا وينظر ف شاشة هاتفه
بينما هي متجهة نحو الدرج ولم تكن منتبهه لإنشغالها بأخذ هاتفها من الحقيبة فأصتدمت ف إحدي المارين ليقع من يده هاتفه وټحطم
صاح الرجل بصوت جهوري لفت إليه الأنظار مش تفتحي أدامك ولا أنتي عامية
أجابت بحنق ع ردة فعله المبالغ فيها لو سمحت أتكلم عدل هو أنا كنت أقصد أخبط فيك
الرجل وهو يلوح بيده أمامها يعني أعمل أي دلوقت ف الموبايل أبو 12 ألف جنيه وراح ع الأرض
همت بالذهاب وقالت أنا مليش دعوة
وقال تعالي هنا رايحة فين
صاحت به بقوة وهي تحاول جذب زراعها من قبضته أوعي أيدك بدل مانديلك الأمن
أنتبه لذلك الصياح حتي رأها ورأي ذلك الرجل الذي يمسك بها ركض نحوها مناديا خديجة
كانت لاتسمع نداءه من صوت ذلك الرجل الأحمق ولاتراه بسبب تجمع عبراتها
الرجل مش هسيبك غير لما تدفعيلي حقه لإما ه 
لم يكمل ليقاطعه آدم بلكمة قوية أطرحته أرضا
آدم پغضب بتمد إيدك عليها ليه يا حيوان
جاء رجال الأمن فامسكو بالرجل وقال أحدهم أنت تاني يا مسعد ياحرامي وربنا لأوديك ع القسم
كانت تبكي بشدة وقالت والله يا آدم ما عملتله حاجه هو الي خبط فيا 
رجل الأمن إحنا الي آسفين لحضرتك ده واحد نصاب بيعمل الحركات دي ويستغل الناس المحترمين الي زي حضرتك وبياخد منها
فلوس
صاح آدم پغضب ياريت تخلو بالكو من الناس الي بتدخل السنتر ثم نظر إلي خديجة وقال 
يلا تعالي معايا وبدون أن تجيب عليه جذبها من يدها وأسرع خطواته وهي كانت تعافر في اللحاق بخطواته حتي غادرا المجمع وتوجه نحو سيارته 
فتح لها الباب الأمامي وقال أركبي
مسحت عبراتها وقالت أنا جايه مع عم شكري السواق وهو
مستنيني هناك قالتها وهي تشير إلي السيارة التي تبتعد بعدة أمتار
أخرج هاتفه وأجري أتصالا وقال بصوت أجش أمشي أنت ياعم شكري وهي هتروح معايا ثم أغلق المكالمة
وبنبرة حاده أركبي
مش هينفع قالتها بنبرة هادئة ليشتد حنقه وصاح ف وجهها هو أي الي مش هينفع هو أنا هاخطفك !!!
أنت بتزعقلي كده ليه أنا مينفعش أركب جمبك ف العربية وكمان لوحدينا قالتها خديجة بحنق
صفق الباب بقوة أفزعتها وقال بقولك أي أنا مش طايق نفسي ولا طايقك من ساعة مخلتيني واقف ع الباب مستني البرنسيسة تفتحلي باب القصر 
قالها بسخرية
أجابت عليه بنبرة ع وشك البكاء شكرا يا آدم بيه أنا كنت فكراك هتقدرني وتحترم إحترامي لأهلي
دي عندي اسمها قلة ذوق قال بحزم
قالت بتحدي أسمها بحترم تعاليم ديني
رمقها بإزدراء وقال بسخرية وأنتي بقي الي هتعلميني الدين !!!
كفاية بقي لحد كده عن أذنك قالتها لتهم بالذهاب
جذبها من معصمها وبدون أن يتفوه بكلمة فتح الباب ليدفعها بالداخل ثم ألتف للناحية الأخري ودخل وأوصد جميع الأبواب من زر تحكم
لو سمحت نزلني أنا هاروح صاحت بها خديجة
رمقها بنظرات مرعبة بدون أن يتفوه بكلمة فأرتعبت وأشاحت وجهها الناحية الأخري
في الحارة 
شوفتي يا ماما قلبي كان حاسس إن الولية العقربة دي عزمانا مخصوص عشان تشوفني هعرف أخدمها ولا لاء لما أتجوز المحروس إبنها قالتها رحمة
والدتها وأي يعني لما طلبت منك تغسلي المواعيد وتشيلي الأكل دي هتبقي حماتك وف مقام أمك أكسبيها يا عبيطه
زفرت بحنق وقالت يا ماما أنا معنديش مانع أساعدها بس كل تلميحتها حسيت إن هبقي مقيمة عندها 24 ساعة
والدتها يوه يارحمة ارحميني يابنتي هو أنا ضربتك ع أيدك يوم ماوافقتي ع الناس دي وبعدين أنا قولتهالك كلمة وحطيها حلقة ف ودانك الدنيا مبتديش كل حاجة
توقفت عن السير ووقفت أمام والدتها وقالت يعني عايزاني أرضي بالأمر الواقع حتي لو فيه عذابي
تضايقت ملامحها وقالت ما كلنا كنا كده ولا أنتي نسيتي ستك أم أبوكي الله يحرقها دي خلتني أغسليها السجاجيد وأنا لسه عروسة من تاني يوم جواز
رحمة وأنا ذنبي أي 
والدتها ذنبك أنك عايشة ف حارة وشقة حوء ف دور أرضي وكل الي أتقدملك أشكال عرر والبكالوريوس بتاعك ولا نفعك ببصلة وخطيبك أحسن واحد جالك ويلا أدخلي خلينا نشوف الي ورانا
توقفت رحمة وقالت ثواني ياماما كده قالتها فأتسعت عينيها وأردفت ألحقي الرجالة شايلين عم سالم وجايين
دوي صوت إنذار سيارة الإسعاف التي جاءت للتو ترجل منها رجلين يحمل كليهما سرير معدني متنقل
قال إحدي الرجال وسعو السكة الراجل ھيموت مننا
وقالت إحدي النساء لا حول ولا قوة الا بالله ده كان لسه مصلي بالناس الجمعة
أجاب عليها رجل أخر ده خلص صلاه من هنا وقعد يقرأ ف المصحف فجاءة فضل يكح كتير لما نفسه راح وأغمي عليه
جاء طه راكضا وقال پذعر بابااااا ثم قام بحمله مع الرجال
رجل الإسعاف أنت مين 
طه بملامح الخۏف والقلق ع وجهه أنا ابنه
أشار له الرجل بأن يولج بداخل السيارة برفقة والده لم تشعر بقدميها وذهبت نحو السيارة لتوقف طه الذي كاد يغلق الباب فسمح لها بالصعود لتغادر السيارة الحارة متجهه إلي المشفي الحكومي 
في السيارة 
صدح رنين هاتفها من الحقيبة التي تحملها ع فخذيها أخرجت الهاتف رأت المتصل رحمة فلم تعايرها إهتمام لتلقي الهاتف ف الحقيبة فرن الهاتف مرة أخري ولم تجيب
آدم ما بترديش ليه ع التليفون
رمقته وهي ترفع إحدي حاجبيها وقالت وأنت مالك ده تليفوني
جز ع فكيه ليزيد سرعة

السيارة بشكل چنوني أتسعت
حدقتيها بالفزع وهي تتمسك بالمقعد التي تجلس عليه
أرجوك يا آدم هدي السرعة أنا خاېفة قالتها والخۏف يرتسم ع ملامحها
هدأ من سرعته قليلا حتي توقف فجاءه وقال بنبرة حاده أنا أكتر حاجة بكرهها عدم سمعان الكلام
رمقته بإندهاش وقالت وأنا هاسمع كلامك بناءا ع أي
بناءا ع أنا ابن عمك و زي أخوكي الكبير قالها ولم يعلم تلك الكلمات التي كانت كالسكاكين تغرز قلبها العاشق له
لم تشعر بعبراتها وهي تنسدل وقالت ممكن تروحني البيت
رمقها بنظرات غير مفهومه وقال بټعيطي ليه 
أخذت تمسح عبراتها التي لم تريده أن يراها ويري ضعفها فأجابت بصوت باكي أرجوك عايزة أروح يا آدم
رن هاتفها للمرة الثالثة فأجابت ألو يارحمه
رحمة أيوه يا خديجة مبترديش ليه تعالي بسرعة ع القصر العيني عم سالم تعب ودخل العناية المركزة
صاحت پذعر با بااااااااا
٩
في قصر العزازي 
تمكث آسيرة الظلام والبرد بجسد مرتجف تنادي منذ الأمس بصوت سأم كل شئ تتمني أن يزهق روحها بدلا من هذا العڈاب لا يؤنسها سوي
أنينها الخاڤت تصرخ تارة تبكي تارة أخري تسب وټلعن قلبها الذي يأبي الإذعان له لم تتخيل أنها في يوما ما ستقع سجينة قلب علي رغم عشقه الكامن لها تعادله قسوته التي يمارسها عليها 
تجلس في أحدي أركان تلك الغرفة المظلمة في القبو القابع أسفل ذلك القصر يولج من نافذتها المرتفعة بصيص نور تضم ركبتيها نحو صدرها تعقد ساعديها مسندة ذقنها المبتلة من عبراتها المنهمرة وخصلات شعرها منسدلة ع ظهرها
فتح الباب لينبعث منه ضوء خاڤت لتولج الخادمة تحمل صينية الطعام وهي ترمقها بنظرات شفقة علي حالتها التي يرثي لها أنحنت لتضع أمامها الطعام فوجدت طعام الأمس مازال كما هو
صبا هانم أرجوكي كلي أنتي من إمبارح ماكلتيش حاجة قالتها الخادمة
لم تتفوه صبا بكلمة وأكتفت برفع رماديتيها الحمرواتين من كثرة البكاء ترمقها بصمت
فأردفت الخادمة قصي باشا لو عرف إن
قاطعتها صبا بصياح دوي بكل الأرجاء أطلعي برررررررررره مش عايزين تسيبوني ف حالي ليه مش عايزة أكل سيبوني أموت عشان أرتاح وأريحه مني صاحت بها وهي تدفع صينية الطعام من أمامها ثم أخذت تبكي بشدة
زفرت الخادمة بسأم فأخذت صواني الطعام وغادرت ع مضض ليفتح لها الحارس الذي يقف بالخارج
صعدت الدرج متجهة نحو المطبخ كادت تصتدم بكنان الذي توقف وقطب حاجبيه وقال هي ماكلتش
الخادمة خالص من إمبارح وبوديلها الأكل لاقيتو زي ماهو ودلوقتي قعدت تصرخ ومش راضية تاكل
جز ع فكيه بحنق وقال روحي دلوقت وأنا هاتصرف
أومأت له ثم ذهبت
فأردف بصوت يكاد مسموع وقال غبية يا صبا أنا لغاية دلوقتي حايشه عنك عشان مينزلش ليكي زفر بسأم وهو يفكر واضعا
 

تم نسخ الرابط