الذئاب بقلم ولاء رفعت
المحتويات
الفنان جورج وسوف طبيب جراح
كادت تبتسم رغما عنها لكنها أبعدت وجهها جانبا وهو لاحظ ذلك
خديجه شكرا لحضرتك عن إذنك
ع فكرة أنا أسمي آسر و
قاطعه صوت أخر جري أي يادكتور بتعاكس
بنت عمي عيني عينك كده
آسر رافعا يديه بإستسلام أبدا والله يا جو أنا لاقيتها ماشيه وبتعيط حبيت أساعدها مش أكتر
رمقه يوسف متوعدا بمزاح وقال طيب روح يا أبو قلب حنين ع العمليات عندنا حالة طوارئ وأنا جاي وراك
أبتسمت خديجه من حديث آسر الفكاهي فقال يوسف وشكلي هرميك ف الشارع لو روحت العمليات وملقتكش قبلي دلوقت
آسر و أهون عليك ده أنا بجري ع يتامي عموما أنا ماشي وفرصة سعيده يا آنسه و لو عيطي تاني وعايزه حد يضحكك قولي جزر هتلاقيني طالعلك زي عفريت علاء الدين سلام
معلش هو كده هو دكتور شاطر جدا بس دماغه لاسعه زي ما أنتي شايفه
عادت ملامحها إلي الحزن وقالت بابا مش بيتكلم ولا بيتحرك ليه
يوسف ده شئ طبيعي بعد الغيبوبة وو احده واحده بإذن الله هيستجيب مع العلاج عشان يقدر يتحرك بس الأهم من كل ده العامل النفسي وده الي بنوفره ليه بالهدوء والراحة ومتقلقيش أنا وطه مش بنسيبه أبدا
يوسف مفيش شكر مابينا عم سالم ف مقام والدي وأنتي وطه أخواتي ولو أحتاجتي لأي حاجه متتكسفيش من أخوكي الكبير سواء أنا أو يونس وياسين أو آدم
تحولت ملامحها عند ذكر الأسم الأخير إلي تجهم وهي تتذكر كلماته لها أردف مالك يا خديجة
تصنعت الإبتسامه وقالت مفيش حسيت بتعب شوية
يوسف طيب تعالي أرتاحي ف مكتبي عقبال ما اخلص عمليات وجايلك
تنهد بسأم وقال ع راحتك وخدي بالك من نفسك
خديجة وهي تهم بالذهاب حاضر عن أذنك قالتها وغادرت المشفي بأكمله وأستقلت السيارة
وف طريقها تستند بجوار النافذة وعبراتها رفيقة دربها كلما تذكرت نظراته الحاده وكلماته الخالية من الرحمة ومليئة بالقسۏة كنصل خنجر غير مسنن ينغرز پألم لم يتحمله أعتي الرجال فما بال هذا القلب الرقيق لكن أقسمت بداخلها سوف ترد له الصاع صاعين وستعلمه جيدا إنها ليست بالأنثي الضعيفة مهما بلغ ذروة عشقها له أخطأ كل من قال لا كرامة ولا كبرياء ف قانون الحب هل يعقل هذا فالحب الذي لايبني ع إحترام كلا من الطرفين لبعضهما البعض لن يكون حبا بل عڈاب ومڈلة وإهانة تحت مسمي الحب
كاد عزيز يتفوه فقاطعته جيهان پخوف وقلق اصدك يعني
أومأ لها وقال أيوه لازم تروح لأخصائي نفساني وهو هيقدر يخرجها من الحالة الي هي فيها وكل ما كان الموضوع أسرع هيبقي أحسن لها
الطبيب إحنا عيشرة سنين يا عزيز بيه وآنسه ملك زي أختي الصغيرة ومن رأيي الشخصي قدم بالتقرير الطبي محضر ف الي عمل فيها كده
تجهم وجه عزيز وقال إن شاء الله شرفت يا دكتور
أحس الطبيب بالإحراج وقال عن أذنكو ثم غادر
ألتفت جيهان إلي عزيز وهي تحدق ف عينيه بنظرات خيبة وقالت بإقتضاب ياخسارة
زفر پغضب وجز ع أسنانه تاركا لها الغرفة قبل أن يقترف فعلا أو قولا سيندم عليه بعد ذلك
ولم تمر ثوان فدق الباب
جيهان وهي تجلس بجوارها تمسد ع خصلات شعر إبنتها أتفضل
دلف مصعب يحمحم احم احم مدام جيهان
أعتدلت ف جلستها وقالت أتفضل يا مصعب
وقف أمامها إحتراما وقال معتذرا أنا آسف والله مكنتش أعرف الي هيحصلها
جيهان أنا الي بعتذر لك عن إنفعالي عليك ف العيادة وبالعكس ده لولاك كانت هتضيع فأنا بشكرك
مصعب العفو يا مدام جيهان ربنا يعلم أنا بخاف عليها أد أي كان يتحدث وبطرف عينيه لا تفارق ملاكه
أبتسمت جيهان وبداخلها تري ذلك الشوق والحب الذي يكنه لإبنتها فقالت عارفة طبعا إنك پتخاف عليها فاكر لما ولدتها وجيت أنت ووالدك الله يرحمه تزوروني لاقيتك شيلتها بين أيديك وكنت فرحان لما ضحكتلك بعينيها فطلبت مني اسميها ملك من يومها وأنا مبطمنش عليها غير وهي معاك لأن نظرتك ليها من يومها نظرات خوف ولهفة
أبتلع ريقه بخجل وإحراج تفهم مابين كلماتها فقال طبعا لازم أخاف عليها دي أمانه وواجبي حمايتها وربنا يطمنا
عليها وتقوم بالسلامه
جيهان تسلم يا مصعب
مصعب أنا تحت ف الجنينه لو حضرتك محتاجة أي حاجة أنا تحت أمرك
جيهان شكرا
مصعب العفو حضرتك سلام غادر الغرفة وقلبه يخفق بشدة يكاد يخترق ضلوعه يفك رابطة عنقه يتحدث بداخل عقله
فوق يا مصعب متنساش أنت تبقي بالنسبة لها اي هي فين وأنت فين ده غير فرق العمر سنة مابينكو عمرها ما هتشوفك زي ما انت شيافها ولو عزيز بيه حس بمشاعرك ناحيتها أقل حاجة هيطردك بره القصر وأنت مش هتستحمل يوم واحد وهي بعيده عنك أحتفظ بمشاعرك لنفسك أحسنلك
آسيرة غرفتها بعدما ألقاها شقيقها بالداخل وأنهال عليها بالسباب والشتائم جفونها شديدة الإحمرار ومنتفخة من كثرة البكاء ووجنتيها
بقولك أي يا ما البت دي مش هتخرج من أوضتها غير ع بيت جوزها أنتي فاهمه إلا ورحمة أبويا ف تربته لأكون مخلص عليها هي وال الي كانت مرمية ف حضنه زي ال
صاح بها أسامة والشړ والڠضب يتطاير من مقلتيه بشكل مرعب
والدته بنظرات خجل من فعل إبنتها حقك عليا يابني والله ما اعرف حاجه
أسامه أسوي أي أدام ابن عديلة لما الاقيه يتصل عليا يقولي تعالالي ع الجنينة بسرعة ومرضاش يقولي غير لما روحتلو أفتكرت المحروسة بنتك معاه أتاريه مراقبها من بدري ومرضاش يواجهها وراح مشاور لي عليها هي وابن ال الي مراعيش العيشرة ولا الجيره الي
كانت مابينا بس وربنا يخلص بس فرحها وتغور ف داهيه وهاروح أصفي حسابي معاه
أخذت تبكي والدته وقالت أبوس أيدك يابني مش ناقصين فضايح كفايه الي عملتوه فيه والي عملتو ف أختك
خرجت إليهم رحمة وهي تصرخ باكية أنا مش هتجوز الزفت ده لو أخر راجل ف العالم وأيوه أنا وطه بنحب بعض وكان هيطلب أيدي منك بس أنت الي مدتنيش فرصة أنا وهو نتكلم معاك وعملت الي عملتو أنت والحيوان التاني
أتسعت حدقتيه بشكل جعلها ترتجف ړعبا وهي تتراجع إلي الخلف وقبل أن تبتعد أمسكها من خصلات شعرها قابضا عليها بقوة يكاد يقتلعه من جذوره وصاح بها
سمعيني تاني بتقولي أي
أمسكته والدته وترجوه عشان خاطري يا أسامه دي عيلة متاخدش ع كلامها
أسامه بصياح مفزع أبعدي أنتي ياما ثم حدق ف عيون رحمة التي تنازع لتحرر خصلاتها من قبضته فأردف كتب الكتاب ولو فكرتي تعملي حركة كده ولا كده هاكون مخلص عليكي وقبلها ع سي روميو الي كان واخدك ف حضنه يا يا
قالها وأوصد الباب من الخارج بالمفتاح فلا مفر للهرب خاصة نافذة غرفتها عليها من الخارج سياج من الحديد
١٣
بداخل إحدي المشافي الحكومية
يجلس طه ع طرف التخت المعدني تضع له الممرضة بعض اللاصقات الطبية ع چروح وجهه بعدما قامت بتعقيمها جيدا يصدر تأوهات من الألم الذي يشعر به ف كل أنحاء جسده
بس أنا كده يا أستاذ طه لازم أعمل محضر ضد الي عمل فيك كده قالها الطبيب وهو يدون شئ ما ف الدفتر الذي بيده
قال طه بصوت ضعيف ما أنا قولتلك يا دكتور دول حراميه طلعو عليا وانا راجع من الشغل ولما قولتلهم معيش حاجه نزلو فيا ضړب ومحستش بحاجه غير وأنا هنا
نزع الطبيب الورقه قائلا أنزلي أصرفيلو الأدويه دي من الصيدليه
أخذتها الممرضه وقالت حاضر يادكتور
جذب الطبيب إحدي المقاعد الخشبية المتهالكة وجلس أمام طه محدقا بعينيه
مش غريبة الحراميه دول ماخدوش بالهم من موبايلك والمحفظه بتاعتك !!!
رمقه طه بتوتر وقال أنا معرفش حاجه
تنهد الطبيب وقال عمتا أنا هكتفي بتقرير عن حالتك إنها خڼاقه بس ياريت تاخد بالك من نفسك لأن كان ممكن يجيلك ڼزيف ف المخ من الضربه الي خدتها ع راسك بس الحمدلله هي عملت كدمه هتروح مع العلاج
طه متشكر جدا يادكتور
الطبيب العفو يا طه ودلوقت ممكن تقدر تروح
يصدح رنين الهاتف الموجود فوق الكومود
تقلبت شيماء بين زراعي عبدالله الذي يغط ف النوم ومعانقا إياها
شيماء عبدالله تليفونك بيرن شوف مين
أطلق زمجرة وقال بصوت ناعس امممم نامي ياشوشو وفكك من الي بيرن
أنتهي الرنين ليعيد مرة أخري نهضت بجذعها تمد يدها لتأخذ الهاتف وقرأت اسم المتصل
ده طه ابن عم سالم بيرن عليك
عبدالله هاتي كده ليكون فيه حاجه أخذ الهاتف منها وأجاب
الو يا نجم
في مطعم فاخر
جذب يوسف لزوجته المقعد المخملي لتجلس عليه أتفضلي يا حبيبتي
ثم ألتف ليجلس ف الجهه المقابله تحت نظرات إنجي المندهشه وهي تقول
حبيبتك !!!
أبتسم يوسف جاذبا يديها بين يديه
وقام بتقبيلهما وقال اه حبيبتي ومراتي وام أجمل هدية ربنا رزقنا بيها مالك مستغربه ليه
سحبت يديها وقالت بتوتر أصل أول مرة أسمع منك الكلام الحلو ده من ساعة الهني مون
يوسف أنا عارف أن مقصر من ناحيتك جامد بس ڠصب عني والله زي ما أنتي عارفه مهنتي كدكتور جراح وقتي مش ملكي ولازم ابقي موجود ف المستشفي بشكل مستمر عشان حالات الطوارئ الي بتيجي لنا ع طول
أبتسمت بتصنع وقالت طبعا طبعا يا حبيبي ربنا يقويك
يوسف أنا بقولك الكلام ده عشان تقدريني ولما شديت معاكي يوم حفلة لوجي فده من غيرتي عليكي أنا عارف إن مروان بتعتبريه ابن خالتك لكن هو مش بيعتبرك كده
إنجي وأي الي خلاك تقول كده هو كان بيسلم عليا بكل إحترام
قاطعها يوسف
إنجي أنا راجل وأفهم الراجل الي زيي ونظراته واي الي بيفكر فيه خصوصا مروان مش قادر ينسي لما أنتي سبتيه وأتخطبتيلي
أبتلعت ريقها بتوتر وقالت أنا مليش دعوه بمشاعره من ناحيتي ولما سبتو عشان لاقيته كان مستهتر ومابياخدش خطوة خالص لاقيت نفسي بضيع وقت معاه ومش هيتغير وقتها عمتو جت كلمتني عنك والباقي أنت عارفه يعني مش أنانيه وبتاعت مصلحتي زي ما أنت كنت بتقولي
يوسف حقك عليا من غيرتي وحبي كنت متعصب جدا
قاطعهم النادل قائلا
تؤمر بحاجه يافندم
يوسف عايز روزيتو واستيك مشوي وكلوسلو ثم نظر إلي إنجي وأردف تاكلي أي
إنجي نفس الي طلبته
النادل وهو يدون
متابعة القراءة