هوس من اول نظرة بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز

 


زيك ضحكت إلهام بغرور و هي تلقي نظرة اخيرة على نفسها في المرآة وقفت من مكانها ممسكة بزجاجة 
عطرها الفاخرة قائلة عاوزة إيه يابكاشة هاتي من الآخر عاوزة فلوس اكيد و هو إنت إيه اللي حيخليكي تيجي اوضتي غير الفلوس ندى و الله مش عاوزة حاجة ياماما بس انا كنت 
في أوضة أروى من شوية و لاحظت حاجة غريبة إستدارت نحوها إلهام قائلة باهتمام حاجة إيه 

ندى بتوتر مش عارفة ياماما بس شفت هي تقريبا قاعدة في اوضة لوجي انا شفت الدولاب مفتوح 
و في هدم كثيرة ليها هناك و كمان كل حاجتها على التسريحة برفيوم و ماكياج كل حاجة سارت إلهام نحو الفراش لتجلس بجانبها هاتفة 
بخبث لا إنت تحكيلي كل حاجة شفتيها بالتفصيل الممل حكت لها عما رأته في غرفة لوجي و أكدت لها أن أروى لا تقطن في في غرفة زوجها فهي طبعا عندما ذهبت لرؤيتها منذ قليل بحثت عنها أولا في غرفة نوم فريد و عندما لم تجدها إتجهت نحو غرفة الصغيرة 
زمت إلهام شفتيها المصبوغتبن بلون وردي هادئ هاتفة بخبث مممم بقى الحكاية طلعت كده احنا كنا عارفين إن فريد إتجوز عشان يسكت مامته دي 
كانت بتزن عليه ليل نهار عشان يتجوز بنت أختها 
الطماعة اللي إسمها سميحة بس انا كنت متأكدة إنه مستحيل حيقبلها كزوجة بدل مراته اللي ماټت الله يرحمها المهم يلا روحي إنت على أوضتك عشان تزاكري الامتحانات قربت قبلتها ندى ثم غادرت لتبحث عن شيئ آخر تمضي 
به وقتها فهذه تقريبا وظيفتها في القصر لهذا تطلق عليها إنجي لقب النمامة الصغيرة 
بعد دقائق قليلة كانت إلهام تجلس في الحديقة 
حيث كانت سناء تلاعب إنجي الصغيرة التي كانت تصر على النزول من الكرسي و اللعب التراب و الأعشاب لكن جدتها كانت تمنعها إرتشفت آخر رشفة من فنجان قهوتها السوداء
كسواد قلبها قبل أن تضعه على الطاولة الصغيرة أمامها إستعدادا لبث سمها 
أمال فين أروى مش شايفاها مع لوجي اصلي اول مرة اشوفها من غيرها سناء دون إهتمام راحت لإنجي يمكن عاوزة تطلب منها حاجة 
رفعت إلهام حاجبيها متمتمة بعدم رضا ممم طيب 
أصلي كنت عاوزة اقلك علي حاجة مهمة بس ياريت تفضل سر بينا 
رفعت الأخرى عيناها نحوها هاتفة بفضول بخصوص إيه
إلهام يخبثأصلي من شوية لما رحت المطبخ عشان أقول فاطمة تعملي القهوة لقيت الخدامات بيتكلموا على فريد و أروى سناء بدهشة بيتكلموا عن إبني فريدإلهام ايوا امال فريد
إبن الجيران المهم ركزي معايا عشان تقدري تلاقي حل للمصېبة دي قبل ما يسمع أنكل صالح و تبقى مشكلة اصلهم كانوا بيقولوا إن فريد طرد مراته من أوضته و مخليها مع بنته بصراحة انا مصدقتش اللي سمعته بس عملت نفسي إني معرفتش حاجة عشان مكبرش الموضوع 
بس إنت عارفة انكل صالح مفيش حاجة متستخبى
عليه في القصر داه و مصيره حيعرف و يطربق الدنيا على رأس إبنك دي تعتبر ڤضيحة كبيرة للعيلة طيب و هو إنك لما مش عاوزها يتجوزها ليه البنت مسكينة عشان أهلها فقراء و على قد حالهم تقوموا تستغلوا بنتهم كده دي مهما كان بنت اختك ياسناء يعني لحمك و دمك كده تخلي الشغالين اللي عندنا يجيبوا في سيرتها من غير رحمة 
تنهدت بزيف لتكمل تمثيليتها هاتفة بحزن مصطنع
أصعب حاجة على الست إن جوزها يرفضها و يحسسها إن ملهاش قيمة عنده و يخليها تفقد الثقة في نفسها و في أنوثتها شعور صعب جدا داه اكيد 
هددها إنها متشتكيش و لا تقول لحد المسكينة دي لسه عروسة تابعت سناء اللعب مع الصغيرة و هي تخفي إرتباكها و دهشتها من كلام الأخرى فهي تعلم أن فريد لا يتشارك الغرفة مع زوجته منذ اول ليلة زواجه و لكنها لم تهتم 
طالما أن لا أحد يعلم بالأمر و لكنها لم تتوقع أن تعرف إلهام بذلك و هي طبعا لن تسلم من تلميحاتها الساخرة منذ اليوم و كأنها فعلا ستصدق فعلا خۏفها و حزنها على يارا لكنها الان مظطرة للحديث مع إبنها لإيجاد حل أما إلهام

فقط إبتسمت بغرور و هي تلاحظ ملامح سناء المړتعبة و قد علمت انها حققت غايتها بإشعال حرب صغيرة بين الابن و أمه فهي تعلم جيدا ان فريد 
لن يتقبل إبنة اختها مهما فعلت حتى لو أجبره جده على ذلك لكنها قالت ذلك فقط لتخيفها و الغبية الأخرى قد صدقت و كيف لا و هي من عادتها تصديق كل شيئ تقوله حتى و لو كان كڈبا و ربما تحصل مشكلة أيضا بين الزوج و زوجته و تلك كانت غايتها الأولى فهي تستمتع كثيرا برؤية المشاكل و الشجارات داخل هذا القصر و يبدو أنها ستكون كثيرة في الأيام القادمة خاصة بعد أن هاتفها إبنها آدم منذ قليل يخبرها عن سفر سيف لدولة ما صحبة تلك الفتاة 
المجهولة إنشغلت قليلا بالنظر لأظافر يدها المطلية بلون وردي شبيه بلون احمر الشفاه الذي تضعه قبل أن تتحدث آدم كلمني من شوية و قالي إن سيف سافر مع البنت اللي جاتله الشركة من يومين 
سناء بانتباه متناسية حكاية إبنها و زوجته سافروا فينإلهام مقدرش يعرف بس على العموم مش حيتأخر عشان عندهم صفقة مهمة بعد يومين و مضطر يرجع سناء بحيرة طيب و عرف مين البنت اللي كانت
معاه اخذت إلهام نفسا عميقا ثم نفخته بقوة تدل على عصبيتها قائلة جرى إيه يا سناء مش فالحة غير تسألي انا قلتلك عشان تعلمي جوزك يفتح عينيه المدة دي عشان انا متأكدة إن موضوع البنت دي مش حيعدي على خير اكيد في وراه حاجة إنت عارفة 
إن سيف عمره ما كان ليه علاقة مع بنت سناء ببلاهةمش يمكن قرر يتجوز إلهام و هي تنظر لها بغيظ أيوا يتجوز و يجيب اولاد عشان يورثوا الهالمة دي كلها و يطلعنا إحنا كلنا برا
يعني كل اللي بنيناه السنين دي كلها يروح في المياه مش كفاية جده العجوز كاتب نص الأملاك باسمه و النص الثاني بين كامل و
امين انا كل اما إفتكر اللي عمله الڼار تقيد جوايا ببقى عاوزة أقتلهم هما الاثنين طيب اسكتي عشان بنت اخوكي جاية علينا و متنسيش تقولي لجوزك اللي إتفقنا عليه أومأت لها سناء بالايجاب رغم عدم إقتناعها فهي لاتكره سيف ابدا بالعكس تحبه و تحترمه كثيرا
هو ووالدته تلك السيدة التي عانت كثيرا بعد فقدان زوجها و لكن رغم ذلك حاربتهم لسنوات عديدة حتى تمنع شرهم عن صغيرها و إستمرت في حمايته حتى كبر و إستطاع الوقوف في وجههم و الصمود ضد مؤامراتهم التي لا يكفون عن حياكتها ضده و
هاهم الان يجتمعون من جديد كمجموعة ضباع 
مفترسة تحوم حول أسد وحيد يريدون بكل الطرق التخلص منه من أجل أن تبقى الثروة لهم وحدهم افاقت من شرودها على صوت أروى التي كانت تستأذنها لأخذ لجين لتناول وجبة طعامها لتتذكر من جديد حكاية إبنها فريد في المطبخ 
وضعت سعدية فنجان القهوة الذي حضرته و كوب الماء ثم وضعته أمام إبنتها فاطمة قائلة سيبي 
داه من إيدك و خذي القهوة لصالح بيه في المكتب و أوعي تتأخري 
رفعت فاطمة عيناها عن الهاتف و هي تتفرسفنجان القهوة قائلة بلهفة هو صالح جا هنا
طب إمتى اصلي مشفتوش 
سعدية بسخريةالمرة الجاية حيبقى يتصل عشان 
يستأذن سيادتك عشان ييجي بيته يلا يا بت
بلاش سهوكة و روحي ودي القهوة قبل ما تبرد رمت الهاتف على الطاولة الكبيرة التي كانت تملأ
المطبخ ثم رفعت الصينية بين يديها متجهة نحو المكتب بخطوات سريعة وقفت أمام الباب قليلا لتعدل ملابسها و شعرها ثم طرقت الباب و دفعته 
لتدخل دون حتى أن يسمح لها بالدخول 
نظرت مباشرة وراء المكتب لتجده منغمسا في العمل على حاسوبه يرتدي تلك النظارات 
الطبية التي زادت من وسامته أضعافا جعل قلبها يرفرف عاليا كم تتمنى فقط الفوز بنظرة واحدة من عينيه التي تعشقهما سارت نحوه لتضع فنجان القهوة أمامه و هي تقول 
بصوت ناعم القهوة بتاعتك يا صالح باشا أجابها هو دون أن ينظر إليها شكرا يا فاطمة 
فاطمة بدلال العفو يابيه تأمرني بحاجة ثانية كانت تحدق بملامحه بشغف تكاد تأكله بنظراتها و إبتسامتها العريضة التي سرعان ما إنتبه إليها صالح 
ليبتسم هو الاخر بغموض قبل أن يتحدث أيوا عاوزك في حاجة مهمة أقعدي 
تهللت أسارير المسكينة حتى كاد يغمى عليها من شدة الفرح و لكنها سرعان ما تمالكت نفسها قائلة بخجل مزيف ميصحش يا بيه قاطعها صالح بنفاذ صبر أقعدي يافاطمة خليني أعرف اتكلم معاكي براحتي هرولت فاطمة لتجلس على احد الكراسي مقابلة له و هي تضع الصينية على فخذيها هامسة بصوت خاڤت إتفضل يابيه سامعاك 
اخرج صالح رزمة من المال ليرميها على الطاولة أمامها مما أثار دهشتها كثيرا لكنها لم تتكلم بل إكتفت بالضغط على الصينية و هي تسترق النظر نحوه 
من حين لآخر شبك صالح يديه فوق المكتب أمامه لببدأ بالحديث بصوت واثق الفلوس دي على شانك انا بكره 
عاوزك تروحي الفيلا الجديدة بتاعتي حخلي 
السواق يوصلك هناك حتلاقي بنتين عاوزك تساعديهم في تنظيف الفيلا انا حبقى هناك و حفهمك كل حاجة و لو على دادا سعدية انا حبقى اتكلم معاها متقلقيش دلوقتي تقدري تروحي 
نظرت فاطمة للنقود و هي تخفي خيبتها الكبيرة 
لتقف من مكانها قائلة مفيش داعي يا صالح بيه انا حروح فيلتك زي ما أمرتني حعتبر إني بشتغل هنا إستدار صالح حول المكتب ليقف بجانبها و يأخذ 
رزمة النقود و يضعها فوق الصينية قائلا بصرامة لا داه حقك يا فاطمة يلا دلوقتي روحي كملي شغلك غادرت فاطمة و هي تحمل الما كبيرا في قلبها المسكينة كم
كانت ساذجة و هي ترسم أحلامها الوردية هو لايراها و لا يشعر بها إطلاقا بالنسبة له ليست فقط مجرد خادمة و لن تصبح 
غير ذلك حتى لو بعد الف سنة لكنها لن تستسلم 
ليست فاطمة من تستسلم بل ستسخدم جميع أسلحتها 
لتفوز به لن تمضي بقية حياتها كوالدتها مجرد خادمة منسية أقصى طموحاتها هي إرضاء أسيادها 
أغلقت باب المكتب بهدوء وراءها لتسير بروح فارغة 
نحو المطبخ مكانها الطبيعي 
أما في الداخل كان صالح يحدق في صور يارا التي كان يخزنها في حاسوبه الشخصي بابتسامة خبيثة و هو يتوعدها 
بمزيد من العڈاب فيكفي انه رحمها اليوم و تركها تنعم 
بنوم هادئ في منزل والديها بعد أن كادت ټموت 
ليلة أمس بسبب تلك الرسائل التي أرسلها لها 
مساء توقفت سيارة آدم الفاخرة أمام القصر ترجل منها ليعطي المفاتيح لأحد الحراس حتى يأخذها
لمرآب السيارت ثم دلف يبحث عن والدته حتى
يخبرها أمرا مهما
 

 

تم نسخ الرابط