أخطائي
المحتويات
انه يشعر بفتور غريب نحوها حقا يستغرب ذاته فمن كانت سابقا لا يلق لها بال ولم يهتم بها يوم أصبحت هي محور أفكاره الآن فقد أصبح لايفعل شيء سوى التفكير بها
وكيف أصبحت خسارتها ورغم أنه يحمل سخط عظيم تجاهها كونها صعدت الأمر ولكنه يكاد يجن ويطمئن عليها وعلى أطفاله ولكن كعادته تدخل شيطانه وبرر له انها تثير أعصابه وتثأر لكبريائها لا أكثر بفعلتها وسوف تعود وحينها سيتمكن من التأثير عليها فمازال يكمن بداخله هاجس كونها لا تستطيع العيش دونه وسوف تتفهم اعذاره ككل مرة وتعود إليه وحتى أنه توقع انها ستتنازل عن ذلك البلاغ اللعېن الذي سيتسبب في مقاضاته. حقا التفكير كان ينهكه بة لدرجة انه أهمل عمله و جعل أحد العاملين ينوب عنه في كل شيء على أمل أن يجدها ويضع حل لمعضتله معها
هو أنت هتفضل في الحال ده لأمتى إن شاء الله أنا زهقت
أجابها بنفاذ صبر وهو يطفأ سيجارته التي لا يعلم عددها لليوم بالمنفضة
اي عني يا منار أنا مش ناقصك
لوحت بها وردت متهكمة
تنهد بضيق وأجابها بثبات حاول أن يتقمصه وثقة ليست ابدا بمحلها
عارف أنها هترجع هي أجبن من أنها تهرب بولادي...هي بس بتكدني علشان كنت سبب في خسارة اللي في بطنها بس ملحوقة هتروح مني فين مسيرها ترجع
يوووه
بقى خلاص اللي حصل حصل وين مراتك دي مملة أوي ومكبرة الموضوع وعطياه فوق حجمه...وين دي المفروض تحمد ربنا علشان البيبي نزل بدل ما يبوظ ها و تعاني مع الوش والزن واؤولية و ۏجع دماغ
ظل لثوان قتامة بنيتاه متعلقة بها بملامح جلة لا تنم عن شيء ولكن بداخله كانت المقارنات تطرح لتنهكه أكثر فأكثر فكل مدى ويكتشف أن شتان بينهما يعلم أن ذلك سر اعجابه بها في بادئة الأمر فكان يظن أنه سيرضي غرور ذاته ويجد الكمال الذي طالما طمع به ولا ينكر كونها ارضت ذلك الذكر الذي بداخله واشبعت ولكن لم يشعر بالفتور الأن تجاهها فهل فعلا اها كما ادعى وأخبر الجميع حقا لايعلم اجابة لسؤاله فكل ما يشعر به هو الخواء.
تعلم انه يفكر في الأخرى لذلك حرضته بنبرة تقطر بالخبث
إنت هتفضل ساكت كده المفروض تلاقيها و تخرب الدنيا على دماغها علشان البلاغ الزفت اللي قدمته ضدك
زفر بضيق ورد وهو يمرر ه بين خصلاته الفحمية
أنت ناسية أنهم مضوني في القسم على عدم تعرض وين هلاقيها فين دي من يوم اللي حصل وهي فص ملح وداب ومش عارف اوصلها لا هي ولا بنت عمها حتى الولاد مش بتوديهم مدرستهم ومسبتش حد غير وسألته عليهم وسبت رقمي مع كل المحلات اللي حولين البيت علشان لو ظهرت يكلموني وبرضو مفيش فاة
متقلقش يا سونة هترجع هتروح فين يعني أنت بتقول أن ملهاش حد وين ك منها بقى وخليك معايا أنا ذنبي أيه تنكد عليا
مش متعودة منك على كده أنا كنت اللي بشاور عليه بتجبهولي أيه اللي حصلك!
زفر بسأم من محاولاتها الشتى التي أصبحت تصيبه بالضجر في بعض الأحيان وقال بمسايرة
حاضر يا منار أوعدك هنفذلك كل طلباتك بس اديني شوية وقت اشوف حل للمصېبه اللي الهانم التانية وقعتني فيها
عقدت حاجبيها وهبت واقفة تربع ها قائلة بعتاب يغلفه بعض الإنفعال
نعم وأنا مالي وين أنت بتحجج بس علشان مش عايز تجبلي حاجة... انا بجد مصډومة فيك مكنتش فاكرة انك هتبقى بخيل كده ده من ساعة ما حطتلي المبلغ التافه ده في الفيزا بتاعتي ما نتجوز مطلبتش منك أي حاجة
حانت منه بسمة ساخرة على تبسيطها للأمور فذلك المبلغ التافه التي ذكرته الأن يعد ثروة لأحدهم ولكن ماذا يفعل كان مغيب تحت
وطأة رغبته فتبا لذلك الشيطان اللعېن الذي عبث برأسه حينها
يووووه انت هتفضل ساكت كده أنا متأكدة إن في حاجة وأنت مش عايز تقولها ده حتى الشغالة أنا اللي عطيتها مرتبها ومصروف البيت كمان...وحتى شغلك الموظفين قالبين عليك الدنيا ومسؤول الشئون المالية اتصل اكتر من مرة
زفر حانقا من إلحاحها المقيت الذي لا ينقصه بتاتا وقال
مفيش زفت مخبيه عنك وياريت تحلي عن دماغي أنا مش فايقلك
قالها بنفاذ صبر و بملامح صارمة اغاظتها وجعلتها
تتأفف قائلة
أفففف بقى انا زهقت منك ومن طتك دي مش دي الحياة اللي كنت متخيلاها معاك
هب واقفا ما ثارت ثائرته و على رسغها قائلا من بين أسنانه
بقولك ايه ده اللي عندي وبلاش تستفزيني علشان انا مش طايق نفسي ومضمنش ممكن اعمل ايه
نظرت له نظرة قوية غير خاضعة وردت وهي بكل ثقة
هتعمل ايه يعني أنت متقدرليش على حاجة...ولو فاكرني شبه اهوكة بتاعتك هسكتلك واحط كرامتي تحت ك تبقى غلطان
زمجر غاضبا من تصديها له ومجابهتها له كلمة بكلمة
اخرسي و مترديش عليا و متجبيش سيرتها واي عن وشي
رشقته بنظرات متوعدة وقالت أن تكف عن المجادلة
ه يا سونة بس صدقني أنت اللي هتخسر
لم يكن ير أن يحتد بينهم الحوار لهذا الحد ولكنها من تستفزه بفضولها وتلك الأسئلة اللعېنة التي لا يود أن يخوض بها
فهو على يقين تام إن علمت بشأن أخذ رهف لماله لن تصمت وسوف تهزأ منه وتقيم قيامته لذلك كان يتعمد أن يخفي عنها إلى الأن فقد تجاهل ما قالته كعادته وأخذ يفكر في تلك الألتزامات التي تثقل كاهله فكيف سيتمكن من الإيفاء بها وهو صفر الين لا يملك قرش واحد في حسابه المصرفي فلولا انه وجد مبلغ بسيط في خزنة شركته لم يكن يعلم كيف كانت ستمر تلك الأيام القليلة عليه فكان يشعر أن رأسه تكاد ټنفجر من كثرة التفكير يحاول جاهدا إيجاد حل وفي أسرع وقت أن يسوء الأمر أكثر
طرقات على باب
غرفتهم قطعت تفكيره ليسمح للخادمة بالدخول وفور دلوفها للغرفة قالت
في واحد محضر من المحكمة عايز حضرتك يا بيه
ش ه وهرول إلى الأسفل وقد تبعته مناروما أن قابله قال ذلك الشخص برسمية ة
استاذ حسن طايل ياريت توقع على استلام الاعلان ده
نابت هي عنه السؤال
إعلان إيه ده
أجابها وهو يناوله القلم كي يوقع بالاستلام
قضية طلاق للضرر من السة رهف حسين
لاحت على ثغرها بسمة متخابثة أخفتها سريعا بينما هو كانت الصدمة حليفته فقد ش ه أكثر وزاغت نظراته وشعر بالصقيع اهم اطرافه التي تحكم بها بصعوبة كي يضع توقيعه على الورق فكان يشعر بالأرض تم به ولا يستوعب كونها مقتته لهذا الحد الذي يجعلها تر مقاضاته والطلاق منه في آن واحد فيقسم أن آخر شيء كان ير أن يتوصل له هو خسارتها!
أما عن رهف فيبدو أنها لا
تشاركه تلك الرغبات الساذجة بل اتخذت قرار قاطع لا رجعة فيه وكيف يكون وقرارها نابع من مستنقع الأفعال المشينة و الخذلان الذي أغدقها به تحت وطأة تلك الخطايا التابعة لفعلته.
هو مش انا قولتلك متجيش واقعدي في البيت ذاكري امتحاناتك ت
قالها محمد معاتبا ما باغتته ككل يوم وصعدت إلى سيارة الأجرة التي يعمل عليها أن ينطلق بها من منطقتهم
لترد هي عليه ببسمة مشاغبة مفعمة بالحياة
حاولت ومعرفتش وين اعمل ايه يعني وحشتني يا حمود
مچنونة اقسم بالله
طيب وايه الجد ما أنا عارفة وين متحاولش تنكر أن جناني ده بيعجبك
حانت منه بسمة واسعة وعقب على مشاكستها ومنغاشتها اللطيفة
للأسف ما بال حيلة
اتسعت بسمتها ثم طلبت بحماس
طيب يلا بينا انا جعانة وعايزة أفطر فول من على العربية
رفع أحد حاجبيه وقال مشاكسا
أنت داخلة على طمع بقى وشكلك هتضربيلي اليوم ومش هشتغل بالتاكس
مطت فمها وتسائلت بترقب
هو أنت زهقت مني يا محمد
زفر بقوة وأجابها وهو يشملها ببندقيتاه
ميرال أنا عمري ما اقدر ازهق منك بس ده أكل عيشي ولازم احترم الراجل اللي أمني عليه واديله حقه
تنهدت بضيق واعتدلت بجلستها ثم قالت م رضا
أنا مقولتش حاجة بس بصراحة الشغل ده
مش عاجبني وأنا كتير قولتلك أكلم حد من معارف بابي يشوفلك شغل غيره وأنت بترفض
مسد جبهته بأبهامه وسبابته وطفر بواحدة من تلك القناعات التي يرفض أن يتنحى عنها
أنت عارفة أنا برفض ليه...واظن كده وعدتيني أنك مش هتفرضي حاجة عليا
اعترضت وهي تجلس بزاوية المقعد كي تراه بوضوح
يا حمود ما أنت دايخ على شغل غيره ومش لاقي فيها أيه لما اساعدك!
ميرال خلاص قولتلك مش ه بأي مساعدة منك وياريت تقفلي الموضوع ده نهائي
قالها بعزة نفس أبية و بكامل صوته الأجش ولم يعي أنه أجفلها وجعلها تنظر له نظرات معاتبة ألمت قلبه و جعلته يلعن ذاته ورك الموقف معتذرا بسرعة متناهية
آسف... والله آسف مكنش قصدي اتعصب عليك بس أنت عارفة رأي في الموضوع ده علشان خاطري يا ميرال بلاش نتكلم فيه تاني انا
قدمت ال في كذا شركة ولغاية دلوقتي محدش رد عليا بس أنا مش هيأس وهدور تاني وتالت ورابع على شغل وإن شاء الله هلاقي
لامس صدق أسفه شغاف قلبها وكونها تشعر بتلك الحړب الضارية المقامة داخله ألتمست له الأعذار ولكن ليته يصدق أنها لا تكترث لدوافع حربه بل كل ما تكترث له هو لذلك تفهمته وردت بنبرة هادئة وهي تضع ها على ه انودة بجانبه
إن شاء الله يا حمود واوعدك طالما بيضايقك الموضوع ده مش هتكلم فيه تانى
متأكد إني هفضل معاك لو لأخر العمر
طيب يلا بقى انا مېتة من الجوع يا حمود متبقاش بخيل وكمل جميلك
تنهد تنهة مسهدة بضجيج قلبه وحانت منه بسمة هادئة اختطفت قلبها حين قال
حاضرأمري لله لما أشوف أخرتها معاك يا حلو
لملمت خصلاتها ببسمة خجولة بفضل ذلك الإطراء المحسوس منه بينما هو أنطلق بها كي يلبي رغبتها غافلين عن تلك السيارة التي تتبع خطاهم منذ عدة أيام وذلك الشخص بداخلها الذي رفع هاتفه للتو ونقر رقم من وكلته بذلك يخبرها بكل
متابعة القراءة