فراشة في جزيرة الذهب من الفصل ال١٩-٢٣

موقع أيام نيوز

العالم 
صمت ينتظر لها دون إبداء أي رد يعني لا إستجابة لديه على ما قالته فوقفت على الأرض تدبها بقدميها مرددة 
هل أتحدث إلى نفسي أم ماذا! أنا أحدثك
أخفضي صوتك صغيرتي أفضل لك...تلك قوانين المملكة منذ عقود ولن تتغير.
لكن التغير سنة الحياة.
العمل هو سنة الحياه وليس مضيعة الوقت في التفاهات.
دخول شبكة إتصال داخل المملكة سيفيدها كثيراوسيتصل شعبك بباقي العالم بدلا من تلك العزله التي يعيشونها وكأنهم مازالوا في العصور الوسطىإلا يكفي نظام القصر و وجود جرملك للسلطان ونحن بالقرن الواحد والعشرين!
وقف هو الاخر أمامها ثم أخذ يتقدم منها خطوة فأخرى حتى أقترب منها وهو يرفع حاجبه الأيسر يرفض مرددا 
لا
دبت الأرض بغيظ أشد و ولت مغادرة وهو يقهقه عاليا يهتف 
ماذا صغيرتي هل انتهت فقرة الإغراء
عادت أنجا من شرودها على صوت راموس القوي الحاسم الذي صدح ينهي الجدل الدائر في مجلسه من الوزراء بين مؤيد ومعارض وقال 
من حق الشعب ان يتصل بالعالم من الخارج ويرى الدنيا خارج حدود المملكة تلك هي أبسط حقوقه أريد من الغد العمل على ذلك المشروع وإنجازه في أقصر وقت ممكن.
جفلت أنجا من الحسم الواضح في صوته ورعبها تلك اللمعة التي رأتها في عيناه إنها لمعت حنين مازال يتذكرها بل هو لم ينساها بعد.
جزت أسنانها بغل واضح وهي تكتشف أن المصرية تحكم حتى بعدما رحلت نهائيا وبدأت تسأل پضياع ما العمل كيف تقضي على سحر تلك القبطية 
________سوما العربي________
عجت شقة فوزية بأهالي الحي اللذين حضروا ملتفين حول فوزية وأبنتها البعض يدفعه الفضول والكثير يدفعهم الواجب والعشرة بما فيهم زيدان و والديه و محمود و حوريه و والدتها
ومن وسط الجمع صدح صوت أحدهم 
وسعوا يا جماعة للدكتور .
ثم أقتحم الطبيب الجمع يشق طريقه وسطهم نحو الغرفه الشبه مغلقة 
تولى الحاج شداد أمر إصراف الناس وفض ذلك الجمع يخبرهم ان الفتاة بحاجة للراحه ويمكنهم القدوم للأطمئنان عليها فيما بعد 
وما ان انفضوا حتى إلتفوا جميعا لذلك الشاب الذي لا يزال واقفا وقال 
كتر خيرك يابني على معروفك ده مع بنتنا ...إلا إسم الكريم إيه 
مصطفى يا حاج
عاشت الأساميهو إيه الي حصل 
تردد الشاب لثواني ثم تفوه أخيرا 
ابدا أنا قابلتها في المينا عندنا في أسكندرية وكانت أختي معايا ثم أشار على فتاة تقف لجواره وأكمل 
والأنسه كانت واقعه على الرصيف مغمي عليها ومش معاها أي حاجة خالص لا موبايل ولا بطاقه ولا أي حاجه حاولت أنا وأختي نفوقها على أد ما نقدر وهي دلتنا على المنطقه هنا.
شداد يصغي بإنتباه وتركيز لكن زيدان مشغول البالفهو طوال عمره كان رجل وقور شديد الثقه بنفس يقدر الرجال ويعلم ان معرفتهم كنوزلكنه الآن يقف يشعر بالغيرة ولأول مره تنتابه فكرة المقارنة.
يقارن نفسه بذلك الوسيم يريده أن يغرب عن وجههم الآن وإلا تراه حوريته.
جز على أسنانه ما ان دمغ إسمها بياء ملكية وهو يحدث نفسه يدرك أنه بات يراها خاصته وهو قد بادر بنفسه وطلقها أي فعلة حمقاء قد أقدم عليها! واين كان عقله حقا! غبي ....غبي...هكذا نعت نفسه ولم يستطع الأنتظار فأقترب من الوسيم يشكره على عجالة قبلما تخرج من العرفة قائلا 
متشكرين جميلك ده على راسنا بس أنا بقول يادوب تلحق تمسك الطريق عشان توصل اسكندريه قبل المغربيه.
نظر له شداد بطرف عينه وكذلك فردوس التي بادلت زوجها النظرات المتنمرة وصمتت.
وفي ظل الصمت وتوتر الأجواء هذا إنحرج الشاب وانصرف مغادرا مع شقيقته.
مرت دقائق من الصمت خرج بعدها الطبيب وخلفه فوزيه وفوقيه وحوريه التي سألت 
خير يا دكتور
خير ان شاءالله..هي عندها ضعف عام وسوء تغذيه كمان أعصابها تعبانه وفي إرهاق شديد أنا هكتب لكم شويه محاليل ضروري النهارده ومن بكره نقدر نوقفها ونعتمد على الأكل بس لازم محاليل النهارده عشان تقوم الدنيا معاها شويه وهكتب لكم على كورس علاج ياريت نلتزم بيه لحد ما نشد حيلها وياريت نبعد عن الأرهاق والزعل
حاضر يا دكتور 
أبتسم لها الطبيب إبتسامة جعلت زيدان يعتدل في وقفته بتحفز شديد فيما أكمل الطبيب 
ياريت يا أنسه حوريه تواظبي معاها على الادويه وده الكارت بتاعي كلميني لو في أي تطورات.
حا..
كادت ان تجيب إلا ان ذلك الواقف هناك لم يستطع التحمل وتقدم لعندهم يخطف الكارت فنظرت له حوريه على الفور پحده ليرد عليها بنظرة قوية حاسمه ومن ثم خطڤ روشتة الدواء أيضا ثم قال للطبيب 
شكرا تعبناك معانا أتفضل معايا.
نظر له الطبيب بعدم رضا لكنه وكأنه آثر الصمت وتقدم ليخرج مع زيدان الذي ذهب يحضر الدواء ومن بعد محمود الذي ورده إتصال مجهول فغادر من فوره.
نظرت حوريه حيث غادر زيدان پغضب في اللحظة التي خرجت فيها فوقية من غرفة ابنة شقيقتها فوجدت شداد وزوجته مازالا متوجدان فقالت بضيق 
منورين
تبادل شداد مع زوجته النظرات المتوترة ومسح على وجهه ثم قال بحلم 
تعالي اقعدي يا حاجة ست فوقية خلينا نتكلم 
هنتكلم في ايه يا حاج شداد هو عاد في حاجة نتكلم فيها اه صح...تكونش عايز تتكلم في العاړكة الي كانت دايرة تحت ولا فضيحتكوا لبنتي الوحيدة
صمت شداد بحرج فوقية سيدة شديدة وهو يعلم قذفت الكلام في وجهه بلا موارة أو حرج وهو لا يملك ما يقوله فببساطة تلك هي الحقيقة.
حاولت فردوس التدخل للتخفيف من الوضع وتقدمت تمسك بذراع حورية وهي تقول 
طب أقعدوا بس يا جماعة نتكلم تعالي أقعدي جنبي يا مرات أبني.
نجحت فردوس في إحراج حورية ولم تستطع الاعتراض وكادت أن تجلس لولا صوت والدتها الرافض 
مابقتش مرات ابنك ياست فردوس خلاص فضناها.
فضناها إزاي بقا هو خړاب البيوت بالساهل
ست فردوس...كانت خالتي وخالتك واتفرقوا الخالات خلاص خصوصا بعد الي حصل من شويه أنا بنتي مش لعبة في إيد عيالكم.
ثم نظرت لحورية وقالت بحسم 
أدخلي يا حوريه أعملي شاي لعمك الحاج ومراته خليهم ياخدوا واجبهم.
هز شداد رأسه يفهم مغزى كلامها ووقف قائلا 
لا ماتتعبوش نفسكم واجبكم وصل ...يالا يا حاجه...سلام عليكم.
امتثلت فردوس لأمر زوجها وغادرت معه وحوريه تقف مبهورة فأخيرا اتخذت والدتها موقف معها 
بينما ذهبت فوقيه تغلق الباب خلفهما وإستدارت تنظر لإبنتها الصامته ثم قالت 
مالك زعلانه من الي حصل ماعلش.
لا أنا بس اتفاجئت من رد فعلك وطريقة كلامك معاهم.
تقدمت فوقية تربط على كتف إبنتها ثم قالت 
أيوه شوفتي...شديت لك عليهم جامد أهو...كان لازم اعمل كده عشان يعملوا لنا ألف حساب عشان لما نقعد للصلح يوافقوا على كل شروطنا.
أتسعت عينا حوريه ...وهي التي ظنت أن والدتها قد تغيرت خصوصا بعد حديثها معها فرددت ببهوت 
يا نهار أبيض 
جرى ايه يابت..امال هتسيبي بيتك يتخرب
لم تتحدث معها حوريه ولن تجادلها هكذا عاهدت نفسها...انسحبت بصمت تلقي نظرة على رنا العافية في غرفتها وفوزية تجلس لجوارها تحرصها يبدو أنها لن تبرح مكانها حتى تفيق إبنتها.
فجلست لجوارها تمسد على كتفها وبعد دقائق ارتفع صوت جرس الباب فخرجت مستغربة لما لم تفتح والدتها ....يبدو أنها ذهبت لشقتهم.
فتقدمت تفتح هي الباب لتجد نفسها في مواجهة زيدان وحدهما الذي ما أن رأها حتى أصبحت قبض على ذراعها ودفعها للداخل يدخل معها هو الآخر ويغلق الباب بقدمه مرددا 
الي حصل من شويه لو أتكرر تاني هعلقك سامعه ولا لأ.
هو ايه الي حصل من شويه وبتكلمني كده ليه أصلا
نعم ياختيبتقولي ايه ماسمعتش! بكلمك كده ليه أنا أكلمك زي ما أنا عايز...فوقي لافوقك...أنا زيدان....هتخيبي ولا إيه.
إستفزتها طريقته في الحديث وحاولت نفض يدها من ذراعه لم تنجح لكن المحاولة في حد ذاتها استفزته فقال 
أتظبطي أحسنلك يا حوريه..أنا قولت أهو.
نظرت له بصمت تسأل لما قد تصمت له وأين تلك الشخصية الجديدة التي أقنعت نفسها أنها أصبحت تمتلكها وهي مازالت تخشى مجابهته..قررت إختبار قوتها وتجلدت ثم قالت بقوة متوسطة مبدئية 
أنت الي تتظبط وأنت بتتكلم معايا ...أنا ماسمحش لحد يعدي حدوده معايا.
اتسع بؤبؤ عينا زيدان من تلك الحوريه التي تحدثه الآن وردد 
الله...حلو ده...أنا بقيت حد.
شيل إيدك عني....وخلي بالك الي حصل تحت ده مش هيعدي على خير وهتتحاسبوا كلكوا عليه الي نجدكوا حاليا هو رجوع رنا وتعبها بس الحساب يجمع يا زيدان.
أنتي بتحاسبيني على ايه أنا ليه هشيل ذنب محمود وتصرفاته وغلطهأنا كنت جاي أتكلم معاكي عشان نتصافى زي أي واحد ومراته هو اللي أتدخل هحاسب أنا على مشاريبه ليه هو محمود ده أتب فوق ضهري!!!
تركت كل حديثه لا يعنيها هي فقط علقت 
نعم! واحد ومراته ده الي هو ازاي يا معلم احنا إطلقنا خلاص.
ممكن أردك أي وقت إنتي بس قولي اه وإنك عايزاني مش مغصوبه عليا.
عصبها حديثه ماذا يظن هو 
ترد مين مش تعرف دينك الأول وبعدين نتكلم أنا لسه بنت بنوت يعني ماليش عده.
أعرفي أنتي دينك...
التمتعت عيناه واقترب منها يحتجزها بين جسده والحائط ثم تحدث من بين أنفاسه السخينة وقد إرتفعت يراه تداعب وجنتها 
أنا إختليت بيكي ولا ناسيه
مرت عيناه عليها برضا وهو يستشعر أنه مازال يملك تأثير عليها حين شعر بإرتجافها وتوترها بين ذراعيه فأكمل 
لو أنتي نسيتي أنا مش بقدر أنسى ولسه فاكرك وأنتي فحضني كأننا لسه مولودين.
هم ليقطف قبله منها لكن رنين الجرس أنقذها و أوقفه ففرت من تحت ذراعيه تتمسك بالباب تفتحه كأنه درع حمايتها فهرول خلفها ليوقفها ويلتقط قبلته التي يتطلبها پجنون لكنها أستنجدت بالباب وفتحته لتردعه.
وبالفعل أرتدع وهو يرى فوقية هي من تقف على الباب تحمل صينيه طعام كبيرة وتنتظر له بنزق مردده 
زيدان..هييئ حماتك بتحبك تعالى أتغدى معانا.
نظر لحورية نظرة خاصه جدا ثم قال 
شكرا ..أنا جبت الدوا
كتر خيرك ...ما تتفضل معانا.
علم أنها تطرده بالذوق فصان الباقي من كرامته و غادر على الفور فألتفت فوقية لأبنتها تقول 
شوفتي طردته هو كمان أهو..عشان تعرفي ان أمك هتجيب لك حقك..بسويهم لك على الجنبين اهو كلهم.
ناظرتها حوريه بصمت...لا تملك أي كلام هي فقط اقتربت تجلس على أقرب كرسي تحاول السيطرة على مشاعرها التي هزها ما ذكرها بيوم خلوتهما معا الذي يراودها كل يوم تشعر أنه قد حدث
تم نسخ الرابط