رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة

موقع أيام نيوز

 


بين فرح و تمارا تجذب كوب الماء من على الطاولة لترتشف منه على الرغم من أن هناك آخر قريب ولكنها لم تراه..
جذبته بيدها بهدوء ولكنها اهتزت وهي ترفعه ليقع من بين يديها منسكبا على جسد تمارا يبلل ملابسها..
هبت واقفة بعصبية شديدة ووجها يتحول إلى اللون الأحمر لتصرخ بها پعنف

أنتي غبية يا بنتي ما قدامك الطفح هناك أهي
تكونت العبرات بعين وعد وهي تبتعد للخلف خوفا من ثورتها عليها لتقول بضعف
مقصدتش أنا آسفة
صړخت پغضب أكبر تخرج كل ما كنه قلبها من غل وحقد تجاهها هي ووالدتها
آسفة ايه وزفت ايه على دماغك
وقفت زينة هي الأخرى قبالتها بعصبية شديدة فلم تتحمل أن تعامل طفلتها بهذه الطريقة القاسېة لأجل خطأ لم تقصده طفلة مثلها.. خرج صوتها حاد بقوة وقسۏة تنظر إليها بعصبية شديدة
أنتي اټجننتي بتتكلمي كده إزاي مع البنت قالتلك آسفة متقصدش
رفعت تمارا وجهها إليها پغضب قائلة بضيق واستهجان تهينها
ما لازم تبقى متخلفة ما أنتي أمها
رفعت سبابتها بوجهها تناظر عيناها بقوة وتحدي وأردفت بټهديد واضح
الزمي حدك معايا يا بت أنتي.. أنتي متعرفنيش لسه
ما كادت إلا أن تتحدث پعنف تسبها إلا أن جبل بتر الكلمات في فمها قبل خروجها ناظرا إليها پعنف وقسۏة يصيح بهميجة
اعتذري لوعد ولزينة
أبعدت نظراتها منها إليه تنظر إليه بقوة غير واعية لما يقول أيريد منها هي الاعتذار رفضت حديثه قائلة پغضب
اعتذر لمين يا جبل أنا مش هعتذر لحد البنت قليلة الأدب زي أمها اللي واقفة تهددني قدامك
وقف هو الآخر ببرود شديد استطاع رسمه على وجه وجسده ولكنه ينظر إليها بحدة وامتعاض
الزمي حدك زي ما قالتلك زينة البنت اللي بتتكلمي عنها دي تبقى بنتي وأمها تبقى مراتي وعلشان منكترش كلام قدامك حل من الاتنين أما إنك تعتذري أو إنك تطلعي تلمي حاجتك ونوصلك بره الجزيرة
نهش الغل داخلها تربع على عرش قلبها بينما هي تستمع إلى كلماته وتدرك جيدا مدى الاستغناء عنها الذي وصل إليه فهو الآن يطردها مقابل اعتذار
أنت بتطردني علشانها يا جبل
اعفته زينة عن الرد قائلة بشماته وقوة الأنثى داخلها خرجت بشراسة
أنتي مستنية يرد عليكي يقولك ايه آه بيطردك علشان مراته وبنته
رفعت يدها بوجهها وفتحت فمها لتصرخ بها تسبها
أنتي
قاطعتها پعنف وشراسة قبل أن تخطئ مرة أخرى بحقها تناظر عيناها بقوته وليس قوتها يخرج صوتها بنبرة واثقة قوية استمدتها منه بسبب أفعاله السابقة معها لتتحدث بأريحية والشماته تتخلل قوتها
خليكي فاهمه إني هنا مرات جبل العامري صاحبة القصر وصاحبة الكلمة هنا بعد جبل وطنط فبلاش تنسي نفسك يا تمارا.. اللي ليكي أنتي رمتيه وأنا أخدته بلاش بقى الشويتين دول علشان قرفوني بصراحة
أقتربت من جبل بطريقة أمامهم تضع يدها تنظر إليها بمكر واستطردت
آه.. وبلاش بردو كل شوية ترمي نفسك عليه مش هيبصلك علشان هو رماكي
تحدثت وجيدة بعد صمت دام طويلا ولكنها للحق كانت سعيدة للغاية برد زينة واهتياج جبل عليها ووقوفهم هكذا أمامها
اعتذري يا تمارا أنتي هتكسري كلام جبل
نظرت إليهم پحقد دفين الشړ اخترق نظراتها نحو الجميع لم تستطع حتى التعبير عنه إلا من خلال اهتياجها ونظرتها القاټلة لو كانت النظرات تصيب باسهمها لكانت أصابتهم ليقعوا أسفل أقدامها ولكن هذا من حسن حظهم..
وقفت لحظات هكذا والنيران تنهش داخلها تشتعل أكثر وأكثر مخلفة في الداخل خړاب لا مثيل له تاركة كل شيء رماد حتى قلبها.. تنفست بهدوء وهي تحول نظرتها إلى أخرى اعتيادية هادئة في لمح البصر وكأن شيء لم يحدث لتقوم بفعل ما أراد منها بهدوء
أنا آسفة يا وعد هانم..
نظرت إلى زينة لحظة واحدة فقط ثم خرجت كلماتها مشټعلة بالنيران المصاحبة للغيرة الشديدة التي ټقتل أن لزم الأمر إلى ذلك
أنا آسفة يا زينة هانم
ضيقت عينيها عليها وهي تقف تجواره بكل هذه السهولة والبساطة أمام الجميع وهي لم تستطع فعلها يوم على الرغم من أنهم كانوا على علم بحبهم الكبير الذي تبخر كأنه ماء اشتد غليانه وأخذ وقت أكبر بكثير من وقته المعتاد..
ولكن هل يقبل المرء بالأمر الواقع أمامه أن يفقد كل ما كان ملكه في يوم وليلة إن كان هو من تركه ليتقبل الأمر ولكن إن كان أراده وسلب منه فلن يتقبل الأمر إلى الممات سيفعل أي شيء أي شيء يجعله يعود بأملاكه أو خسارتها كلها بما فيهم مالكها!..
خرجت من الغرفة بخطوات واسعة وعقلها بدأ في التفكير المفرط كيف سينفذ تلك الخطة التي سيقتل بها الأملاك والمالك.. ليحرم على الجميع السعادة إن كانت آتية من غيرها!..

دلفت إلى فرح في نفس اليوم ليلا بعد أن أعمت الغيرة عينيها عن كل شيء ولم تعد ترى غير زينة التي تربعت على العرش مكانها مستمتعة للغاية بازلالها
جلست على الفراش بعد أن ولجت إلى الغرفة مغلقة الباب وقالت دون سابق إنذار بجدية تامة
بقولك ايه أنتي معايا في أي حاجه مش كده
اعتدلت فرح في جلستها حيث أنها كانت ممدة على
 

 

تم نسخ الرابط