رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة

موقع أيام نيوز

 


إلى أعماق عيناه الخضراء تتذكر ذلك الۏحش الذئب البشر الذي قابلته عندما أتت إلى هنا وتحملت منه ما لا يتحمله أحد لينقلب في لمح البصر إلى آخر غيره تماما لا يشبهه بتفصيله واحدة..
إزاي قدرت تعمل كده أنا مشكتش ولا لحظة من وقت ما جيت الجزيرة أنك تكون حد تاني للدرجة دي أنت كنت شخص غير اللي قدامي.. مش قادرة اشرحلك أنا كنت بشوفك إزاي

رفع كف يده يحتضن يدها بأنامه الغليظة التي تمررها على وجنته ينظر إليها بحزن ورجاء يتابع بندم خالص لها ونبرته مرهقة تخرج بطريقة تحزنها هي
أنا آسف.. آسف على كل اللي عملته عارف إني غلطت فيكي كتير بس أنا.. أنا أول يوم بينا كان لازم أعمل كده معاكي علشان تعرفي إني مش سهل متشكيش فيا ولا تحسي إني حد تاني.. كان لازم أخاف منك وابقى حويط حتى لو عارف إنك متقدريش تعملي حاجه.. الغلطة كانت هتبقى بمۏت الكل
أومأت إليه برأسها وفرت دمعة من عينيها وهي تتابع حديثه
أنا سامحتك خلاص بلاش نتكلم في الموضع ده
أكملت بجدية تتوق لمعرفة ما الذي حدث بعد ذلك
كملي اللي حصل
أخذ نفس عميق وزفره بحدة يكمل متذكرا ما حدث وكأنه كان بالأمس
يونس ماټ وأبويا ماټ وتمارا مشيت وسابتني اتخلت عني لما لقيتني بخسر ومهزوم ومش عارف أقف مرة واحدة.. وأنا اشتغلت وبقيت زي ما أنتي شايفه دلوقتي.. الكل فاهم إني تاجر سلاح حتى أهل الجزيرة كانوا بيساعدوني ويقفوا جنبي.. الاتفاق كان سري لدرجة أن لما كان بيجي حملة تفتش هنا كانت بتبقى حقيقية وكان أهل الجزيرة بيساعدوني اخفي السلاح..
شعر بارتياح قلبه بعدما أفرغ تلك الشحنة الغليظة التي كانت تتكأ عليه تود الفتك به قال بنبرة جدية ثم حزينة للغاية
لحد ما أنتي جيتي وشوفتي كل حاجه لحد ما طاهر قتل أبويا امبارح في السچن
اتسعت عيناها أكثر پصدمة كبيرة تتذكر ما استمعت إليه منه في الأمس
ايه
أومأ برأسه يكمل شاعرا بأنه تجرع الأسى أضعافا من تلك السهولة التي تخرج الكلمات بها
ماټ امبارح.. وطاهر اتقبض عليه وأنا وعاصم.. ډفنا أبويا هنا في الجزيرة من غير ما حد يعرف
فرت الدمعات من عينيها حزنا عليه تنظر إليه باستغراب تام واجهشت بالبكاء تنظر إليه بضعف وقلة حيلة قائلة
أنت إزاي مستحمل كل ده لوحدك
اقتربت منه سريعا ترتمي بأحضانه تجذبه ناحيتها تأخذ منه القدر الكافي من الحزن والأسى حتى تجعله سعيدا تأخذ منه الشقاء والعناء الذي شعر به وهو وحده بين الجميع يدافع عن الحق مسلوب الإرادة ثم أصبح مرة واحدة ودن سابق إنذار ذلك الخارج عن القانون وهو الذي يحميه..
كانت ذكية في كل المرات التي فكرت بها بشيء يخصه ولكن أبدا لم تكن تتوقع أن هذا ما حدث معه لم تكن تتوقع أن المثقف الراقي المحترم زوجها يونس تبادل الأدوار مع ذلك الذئب البشري الذي قال أمامها وضحى بالابرياء وفعل أشياء لا تغتفر..
علمت الآن أن ذلك الرجل الذي كان يسجل كل شيء ورأته يفعل مثلها كان معه بينما هي كانت تفعل ذلك لتدينه هو كان يفعل ذلك ليقع المچرم دون أن يكون هناك ثغرات تخرجه من حكمه المؤبد عليه..
همس بجانب أذنها
أنا اتخليت عن الشغل معاهم.. حمدت ربنا أن خبر شغلي متسربش وإلا كنت هخسر كل حاجه وأولهم انتوا.. بس أنا خلاص انسحبت.. عايز أعيش معاكي يا زينة وأنا مطمن
ابتسمت باتساع تربت على ظهره بيدها الرقيقة ومازالت ټدفن بدنها به تنظر إلى الحياة القادمة عليهم بسعادة.. تستمع إلى دقات قلبها المتسارعة تبادله وتشعر به.. يتحدث العشق بينهم پجنون هستيري تراه مقبل من بعيد على حياتهم سويا ليخلف من بعد الدمار حياة وليست أي حياة بل مليئة بالعشق والجنون الشغف ولهفة الاشتياق القاټلة..
 


يتبع
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الرابع_والعشرون
ندا_حسن
مرت فترة قصيرة بعد الذي تعرض إليه جبل قد حذر زينة كثيرا ألا تتحدث مع أي شخص فيما أخبرها إياه وكأنها لم تعلم شيء من الأساس تخفي السر كما أخفاه لأعوام وأعوام تحافظ عليه كما حافظ عليه وكأنها هو تلك التي اتمنها على كل شيء يعلمه أقرب الناس والذي لا يعلمه..
وبالأخص ما تحدث به عن والدها وأنه كان على قيد الحياة والدته إن علمت ذلك الأمر فقط لن تحزن مرة أخرى غير الأولى التي فقدت بها أحبالها الصوتية من كثرة البكاء والصړاخ وباتت طريحة الفراش لفترة طويلة إنها ستحمله كل ما حدث فوق عاتقه وستلومه على كتمان ذلك الأمر.. ستلومه وتبغض ما فعله فكيف يكون والده على قيد الحياة وهو يعلم ويخفي هذا عن الجميع!..
شعر بالحزن الشديد ينتاب روحه ويلازمه لا يريد تركه وحيدا اختلى به واحتل بدنه وقلبه فلم يجد سواها رفيقة ليالي السهر جليسة أوقات الحب والغرام هي الوحيدة التي استطاعت أن تقف جواره بعد أن حملها المسؤولية الكاملة وهو يقص عليها كل ما حدث بحياته.. يتخلل الحزن قلبه
 

 

تم نسخ الرابط