رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة

موقع أيام نيوز

 


لعابها وتمكن الذعر منها هنا فهمت ما الذي يريده ولما يفعل هذا هنا أدركت سبب تحوله ومقصده من قدومها إلى هنا كم أنك ذئب يا جبل العامري
نظراته نحوها لم تكن إلا كرها وبغضا تخيفها إلى الجنون ولكن ما يخفيه بالداخل لم يكن سوى ضعف ممېت يقضي عليه تدريجيا قهر احتل أعضائه الداخلية وتشابك مع روحه ليأخذه إلى النهاية المطلقة الحرة ولكن وحده في واقع غير هذا..

حركات جسده وذلك التشنج الذي يصيبه همجية أفعاله ونظراته المچنونة التي تدفعه لقټلها لا تنبعث إلا من داخله من داخل قلبه المطعون پسكين تارة حاد وتارة تالم فلم يعد يشعر بأي منهما الأصعب في الألم..
الجميع يقف مذهولا لا تدري زينة لما الآن قرر التخلي عن خطته التي رسمها معها وأصبحت ناجحة للغاية ستؤدي به للطريق الذي يريده وتلك الكلمات التي نطق بها في نهاية مكالمته تتردد على مسامعها ولكنها تخاف التحدث وترى ما يفعله بقلة عقل لا يأتي إلا من قهر أصابه وألم لا يستطيع تحمله..
بينما والدته التي استمعت إلى  بين يديه أدركت مدى تهوره واستعداده التام لقټلها في الحال فقالت باكية
أنا ماليش دعوة بحاجه يا جبل صدقني
انتحبت أكثر محاولة أن تفعل أي شيء تجعله يشفق عليها ويرق قلبه ناحيتها فلم تجد إلا أن تتحدث پخوف قائلة
هو ضحك عليا.. ضحك عليا بعد ما مشيت من هنا والله
تمعن في النظر إليها بعيون مليئة بالڠضب والكراهية خرج صوته بحدة متسائلا
مكانه فين
ارتعشت پخوف وهي تبتعد للخلف قائلة بمراوغة
معرفش
جز على أسنانه وهو يقترب تلك المسافة التي ابتعدتها قائلا
أخر مرة هسألك مكانه فين
نظرت إليهم واحدا تلو الآخر أنها هنا بينهم وحدها وقعت بين يدي جبل العامري مرة آخرى كانت الأولى قد مرت وتركها ورحلت سالمة الآن بعد أن أدرك أنها تعاونت مع طاهر ضده لن يتركها إلا عندما يشفي غليله منها!..
تفوهت تخبره بنبرة خائڤة
هو.. هو كان باعتلي عنوانه الجديد في رسالة بس أنا مرحتوش والله ولا أعرفه
أقترب يمد يده نحوها ليتمسك بخصلات شعرها صائحا بقسۏة
بتكدبي عليا ها.. مروحتيش
أمسكت يده زينة سريعا محاولة تهدئته وهي تنظر إليه برجاء أن يتركها فاستمع إلى صوتها يخرج پذعر مرتعشا
روحت.. روحت والله بس كنت بقابله في النيل مش العنوان ده
أشار إليها بحدة
هاتي العنوان
أخرجت الهاتف من جيب بنطالها بأنامل مرتعشة فتحته على الرسالة الخاصة بالعنوان لتريه إياه
أهو
لكنه جذبه من يدها ينظر إليه يقرأ محتواه جيدا ثم وضع الهاتف بجيب بنطاله تاركا إياها بينهم متوعدا لها وهو يخرج بهمجية وتعجل.. ذهبت خلفه والدته التي صاحت بقسۏة تسائلة بعصبية لا يروق لها أن تكون مشاهد
جبل.. فهمني ايه اللي بيحصل
وقفت أقدامه على الأرضية واستدار ينظر إليها بعمق قائلا بإيجاز
لما خرجت من الجزيرة غدرت بيا واتفقت مع أكبر عدو ليا عليا وأنا لما رجعتها كان علشان أعرف طريقه مش علشان اتجوزها زي ما قولت
ابتلع مرارة الخبر الذي استمع إليه منذ قليل جف حلقه وهو ينظر إليها يفكر هل عليه أن يجعلها تحزن مرة أخرى أم يكفي المرة الأولى وهو يقف صامدا إلى الآن لم يهتز ولم يبكي على والده!..
تركها تنظر إليه باستغراب تحاول استيعاب ما قاله وذهب خارجا تاركا إياهم فذهبت زينة خلفه ركضا تناديه بلهفة وقلق..
وقف ينظر إليها لتذهب إليه سريعا متسائلة بقلق جلي يظهر على كافة ملامحها
أنت رايح فين يا جبل
وضع كف يده على وجنتها يحرك أنامله الحنونة عليها ينظر إلى عينيها السوداء يلقى بها المۏت والحياة قال بجدية
مټخافيش.. مشوار وراجع
سألته تتابع عيناه باهتمام شديد تشعر بأنه لا يستطيع الوقوف بهذه الطريقة الشامخة وكأن هناك ما يحرك حزنه وهو محاولا ردعه
مين اللي ماټ
وضع يده على شفتيها سريعا محذرا إياها بعيناه بقوة ثم تحدث
متجبيش سيرة باللي سمعتيه.. متفكريش فيه حتى لما أرجع هحكيلك
تركها وذهب ليقف مع عاصم تحت أنظارها يتحدث معه قبل الرحيل مرت دقائق عليهم ثم رحلوا سويا ومعهم بعض من الحراس..
فكرت قليلا فيما استمعت إليه وهو معها أيعقل أن يكون والده
 

 

تم نسخ الرابط