رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة

موقع أيام نيوز

 


لن ترحمها ولن تجعل غيرها يرحمها.. ستكون هي الجاني على نفسها..
بينما وقفت تمارا حائرة تنظر إلى الجميع الذي تبدل حالهم من الحب إلى القسۏة واجتاحت ثنايا عقلها الصدمة التي أخذتها منه هو بالأخص وكأنه لم يحبها يوما ولكن.. هل سيمر ما حدث!..
سارت في شوارع الجزيرة بحماس لهفتها تظهر على ملامحها ونظرتها الشغوفة التي تدور في كل إتجاه..

 النساء ترتدي عباءة سوداء ووشاح على رأس كل منهن تغطي به خصلاتها وهي الوحيدة فقط التي سارت بينهم بخصلات شعرها صفراء اللون الحريرية..
نظرت إلى عاصم الذي كان يسير جوارها ينظر إلى فرحتها بحب ولهفة خرج صوتها الرقيق وهي تعتدل في سيرها تنظر إليه بسعادة قائلة
أنا مبسوطة أوي إنك خرجتني
بادلها نظرة عاشق متلهف وابتسامة رائعة تظهر على محياة تجعلها تنكمش على نفسها
خجلا غير مصدقة أن كل هذا لها
وأنا مبسوط علشانك
اتسعت ابتسامتها وهي تنظر أمامها على الأرضية تسير برقة وتحدثت بدلال وغنج
شكرا يا عاصم
 تعالي
سألته وهي تسير خلفه لا تعلم إلى أين يأخذها مضيقة عينيها عليه
على فين
 تعالي بس هوريكي حاجه
وقفت تتابعه إلا أن فتحه وتقدم إلى الداخل يأخذها معه ينظر إليها بلهفة متشوقا للقرب منها باغته سؤالها المستفسر
هو إحنا هنا فين! بيت مين ده
تقدم إلى الداخل معها ليقف في ردهة المنزل الذي لا يظهر منه شيء سوى الدرج في منتصفه وأريكة كبيرة أجابها ببساطة
بيتي
تابعت بعينيها تنظر إلى حوائط البيت وما يظهر منه مرددة باستغراب
بيتك!
أومأ إليها برأسه مبتسما محركا شفتيه مؤكدا ما قاله
آه
تقدمت للأمام تسير مبتعدة لتخرج من المنزل بعد أن دق قلبها پعنف يقدم إليها إنذار معلنا عن الخطړ الذي يحيطها
طيب يلا نمشي
ذهب خلفها مناديا إياها قائلا بلهفة
استني
استدارت تنظر إليه نظرة خيالية جذبته إلى الوراء تعود به إلى لحظات لا يدركها إلا معها سألته باستفهام
ايه
أشار إليها بيده إلى الداخل يتحدث بجدية ونظرته نحوها هادئة
تعالي هوريكي البيت.. اتفرجي عليه..
رفضت مقاطعة إياه قائلة بحزم
لأ خلينا نمشي.. فرجني على الجزيرة
أقترب منها ووقف أمامها ينظر داخل عينيها مباشرة يستقبل خۏفها ورهبتها منه يفهم شعورها ومحاولة هروبها السريعة قال بصوت أجش يسألها
أنتي خاېفة
ارتبكت وهي تستمع إلى سؤاله وتنظر إلى ملامحه الحادة وكأنها تعرت أمامه وجردها من ملابسها وكل شيء يسترها عندما أدرك خۏفها منه
وهخاف من ايه
ابتسم بخبث وازداد مكره قائلا
مني مثلا
فركت يدها الاثنين ببعضهم البعض وهي تعود للخلف خطوة مرة أخرى تبتعد عنه لتذهب من باب المنزل إلى الخارج قائلة بتعلثم وخوف
وأنا... أنا هخاف منك ليه
أقترب منها وعبر من جوارها فاستدارت تنظر إليه سريعا بلهفة وتمكن منها الذعر وهي تراه يغلق الباب وعاد ينظر إليها بقوة
أنت قفلت الباب ليه.. افتحه
تقدم ببطء شديد يسير في اتجاهها قائلا ببرود ولا مبالاة يتابعها بعيناه الذي تحول بريقها
ولو مفتحتوش
كلما تقدم منها كانت هي تبتعد للخلف تنظر إليه غير مصدقة ما يفعله معها يرهبها أكثر من كونه يسعدها صاحت بصوت عالي نسبيا متوترة للغاية خائڤة مما هو قادم عليها خاصة بعدما رأت ملامحه تتغير
عاصم.. بلاش هزار لو سمحت أفتح الباب
رفض حديثها بمنتهى السهولة واللا مبالاة ناظرا إليها ببرود ونظرته نحوها جامدة وكأنه غير متأثر بأي شيء حوله
مش هفتحه
ابتعدت قليلا إلى الناحية اليمنى حتى تسير وتعبر من جواره ولكي يكن هناك مسافه بينهم حاولت فعل ذلك ولكنه أقترب منها وهي تبتعد متقدمة إلى باب المنزل يتمسك بيدها بين قبضته بقوة واستماته فصړخت به پغضب
أنا عايزة أمشي
ضغط بكف يده على يدها أكثر وكل لحظة والآخرى يغير نظرة عينيه عليها فالأن رأته يتمثل أمامها في هيئة جلال
اوعا أنت ماسكني كده ليه.. سيب أيدي
كشف عن أسنانه البيضاء وهو يبتسم باتساع يستهزأ بها قائلا
ولو مسبتش هتعملي ايه
نظرت إليه قليلا وهي تحاول أن تجذب يدها منه دون حديث تكونت العبرات داخل مقلتيها محاولة تحرير نفسها منه وصاحت بصوت مهزوز متعلثم خائڤة منه
عاصم أنت اټجننت اوعا 

 

تم نسخ الرابط