رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة

موقع أيام نيوز

 


بس بقولك
ايه أنتي في ضهري لو عوزت أي حاجه معايا ماشي
أومأت إليها بثقة فهي حتى لو لم تساعدها لأجلها ستساعد نفسها ف أيا كان ما الذي ستفعله تمارا مع زينة فهو سيعود عليها بالنفع عندما ترحل من هنا وتأخذ شقيقتها معها..
طبعا معاكي هو أنا هحبها أكتر من بنت عمي
ابتسمت لها بسعادة
فرح بصحيح
ومن هنا بدأت اللعبة معها على حق علمت كيف ولما تزوج من زوجة شقيقه.. لقد كانت تائهة بينهم ولكن الآن أصبحت تعلم أين المرسى وما الذي ستفعله معهم لتسترد ما كان لها.. ولتعد البلاد إلى حاكمها..

كان عاصم يقف داخل غرفة الحراسة ما كاد إلا أن يخرج هاتفه لمحادثها إلا أنه وجده يصدر رنينا عاليا.. أخرجه من جيبه ونظر إليه ليجد طاهر يحادثه..
أجاب عليه قائلا باستغراب مضيقا عينيه
بتكلمني ليه
أجابه الآخر باستهزاء وتهكم وصل إليه من خلال نبرة صوته
هو عيب لما أكلمك ولا ايه
زفر الهواء من رئتيه بنفاذ صبر قبل أن تبدأ المحادثة بينهم حتى وصاح قائلا
عايز ايه يا طاهر انجز
تخللت نبرته السخرية وهو يقول مجيبا إياه
واحشني يا جدع قولت أمسي عليك
سأله يبادله سخريته وهو يضغط على الهاتف بيده بقوة
ومسيت
بمنتهى البرود أجابه طاهر
لأ لسه
صاح به بنفاذ صبر وهو يتحرك بالغرفة بعصبية
انجز
تنهد بصوت مرتفع وقال له بجدية بعد أن اعتدلت نبرة صوته
مش ناوي تكمل المسيرة بتاعتك وتبقى أوفى راجل عرفه جبل
سأله عاصم مضيقا ما بين حاجبيه
اومال أنا ايه يا طاهر
ضحك بصوت مرتفع ضحكات متفرقة بسخرية مستهزأ به ومتهكما عليه وأكمل حديثه بجدية ذات مغزى
اوفى راجل بس من ناحية تانية.. جالي أخبار كده إنك وقعت ومحدش سما عليك.. سما زرقا وشعر أصفر
اعتدل عاصم وثبت في وقفته ولم يتحرك فمرت هي كالهفوة على عقله عندما استمع إلى حديثه ولكنه أردف
أنت قصدك ايه
لم ېكذب عليه بل أفصح عن قصده بلا مبالاة
هيكون قصدي ايه غير الجمال التركي النادر
على صوت عاصم پغضب صارخا باسمه
طاهر...
أخذ الآخر ما يريد فابتسم وهو يعود لتهدئته
اهدى بس على نفسك بالراحة دا أنا حتى كنت هباركلك.. متبقاش حمقي كده
لم يعطي إليه الفرصة للتحدث أكثر من ذلك وصړخ مرة أخرى وصبره ينفذ حقا
بقولك عايز ايه
سأله بخبث ومكر
مش ناوي ترجع الملاعب.. علشان نوقف كل اللي بيتدربوا
وقف شامخا وأجابه بتأكيد وثقة
أنا موقفهم كده كده يا طاهر وأنت عارفني كويس
ضغط طاهر على أسنانه بقوة وأردف بټهديد واضح بعد أن أدلى برفضه لحديثه
مش لوي دراع يا عاصم.. فاضلك عندي تكه واحدة
لم يعير حديثه أي اهتمام بل أكمل عليه ساخرا
اعتبرها مش موجودة ووريني أخرك..
سأله بقوة وهو يتوعد له
أنت شايف كده بايع يعني
أومأ برأسه وأدلت بالكلمات شفتيه وارتفع صوته وهو يقول پغضب
آه بايع يا معلم ويلا في داهية
استمع إلى صوته الذي ېهدد إياه
طب متبقاش تزعل
ضحك بسخرية يردها إليه ثم صاح بقوة يذكره بتاريخه معهم
أنت هتعملهم عليا إحنا عارفين من فينا اللي كل يوم والتاني زعلان.. غور بقى
أغلق الهاتف بعصبية بعد أن عكر ذلك الحيوان صفوه وهو الذي كان في مزاج جيد للغاية وعلى بعد لحظة واحدة من الوصول إلى تلك الغريبة الغبية.. الطفلة المزاجية والتي تتحول كل ثانية.. الذي اخترق معها كل القواعد وتعدى الخطوط الحمراء وابتعد عن مساره الصحيح وأبحر داخل محيط ليس به مرسى وليس به مكان للنجاة.. لقد أغرق نفسه بنفسه وهو يركض من هنا إلى هناك خلف هواجس غريبة تخللت وسارت داخل عقله وأثبتت إليه أشياء لم يكن يعرف لها معنى ولم يكن يدري بوجودها..
نظر إلى الهاتف وأعاده مكانه مرة أخرى وهو يزفر بضيق فقد كان يود أن يتسلى قليلا بذلك العبث الذي يفعله بها..
عاد إليه عقله مبتعدا عن التفكير بها وللحظة تذكر حديث طاهر كيف علم عن أصولها التركية كيف علم بمظهرها! خصلاتها الصفراء وعينيها الزرقاء ومن أخبره أنه وقع بحبها أو حتى الإعجاب بها!!.. الخائڼ بيس على الجزيرة بل هو من داخل القصر.. من حراس القصر!
اخرج الهاتف مرة أخرى وهو يقرر أن يفعل ما أراد بعد أن اخترق عقله كثير من الأفكار ولكن استوقفه ما أرسلته إليه فرح عبر تطبيق الواتساب.. فولج إليه ليرى ما الذي ارستله وليته لم يدلف..
نظرات عينيه الحمراء يخرج منها
ڠضب بركان وحممه تتساقط وهي تنظر إلى الشاشة وترى ما كان يحدث خلف السور..
صقر طائر وقع جريح وهو الچارح.. كيف لها أن تفعل ذلك كيف لها أن تسمح لنفسها..
وكيف يحدث هذا! غضبه لا يدري أهو منه نفسه أو منها أو من فرح تلك الغبية الحقېرة التي سيكون لها عقاپ لم تشهده سابقا ولكن صبرا
لقد أوقعته وفعلت ما أرادت ولكنه لن يجعلها تفرح كثيرا ولن يترك أي شخص اشترك بهذه الفعلة الدنيئة..
نظر أمامه بنظرات حادة غاضبة.. ڠضبها جامح ورفقها غير موجود.. والتفكير يعبث برأسه والحړب دائرة داخله..
جلس جبل على الفراش ومعه بيده بعض الأوراق والملفات المهمة الذي أخرجها للتو من خزنته الخاصة
 

 

تم نسخ الرابط