رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة

موقع أيام نيوز

 


وأنا مكنتش هعمل فيكي حاجه.. ده كان مجرد ټهديد وبعدين أنتي شكلك عيله صغيرة يعني مټخافيش
تابع انزعاجها بنصف عين وأدرك أنها طفلة للغاية ويستطيع أن يقسم على ذلك ولكنه تعامل معاها بنفس أسلوبها واسترد
عندك كام سنة
أجابته بفخر وهي تبتسم قائلة
اتنين وعشرين
فهم ما الذي سيجعلها تسترسل معه في الحديث بعد تلك الابتسامة فتابع معها وهو يتحدث بما يهواه عقلها

ياه دا أنتي كبيرة كده فعلا
أشارت بيدها إليه بحماس وابتسامة واسعة
شوفت بقى إني كبيرة ومش بحب حد يقول إني صغيرة
تابع على نفس النحو باستهزاء من داخله ولكنه يكمل معها
لأ مالهمش حق يقولوا كده طبعا
أكمل وهو يقدم يده إليها وهو يشعر بالكثير من الأمور الثائرة داخله على بعضها البعض ولكنه لا يستطع الإبتعاد أو تحريك نظرة عنها
أنا عاصم.. رئيس الحرس وصاحب جبل
حرك رأسه ومازال ممسكا بيدها قائلا
مش زعلانه من اللي عملته أكيد
حركت رأسها بالنفي مجيبة عليه
لأ خلاص مش زعلانه كده
ترك يدها وابتسم باتساع لا يدري ما الذي يحدث له يقسم على أن كل ما حدث بينهم الآن من حديث وانجذابات ليس له يد به كل هذا حدث دون دراية منه ودون إرادة ينجدب نحوها كالمسحور وقلبه يدق پعنف ناحيتها وكأنه في مشادة قتالية مع أحدهم..
لقد رحلت من أمامه ودلفت إلى الداخل وهو مازال ينظر في أسرها يحاول فهم ما الذي حدث منذ قليل وما هذه الفتاة الرائعة في الجمال والطفولة للغاية في حديثها وأفعالها..
كانت الأيام الماضية من أسوأ الأيام الذي مرت على جبل العامري ومن أسوأ الليالي الذي حظى بها وحده لقد أشعلت والدته داخله نيران لا تنطفئ إلا بشيء واحد يعرفه جيدا ولكنه يأبى فعله..
أشعلت النيران وأمسكت بالبنزين ساكبة إياه عليه ولا تريده أن يشتعل بل تريد أن يمر كل شيء بسلام كيف وهي من فعلت ذلك..
لقد كان يعيش بهدوء وحده ولا يفكر في هذه الفكرة الغبية الخبيثة التي قالتها له لم يكن ينوي فعلها ولم يتوجه إليها يوما ما منذ أن أصبح جبل الآن..
 مرة بعد مرة لا يستطيع التحكم في نفسه فيذهب سريعا من محيط مكانها يبتعد ليكون وحده غير قادرا على التحمل لقد اشتعلت شهواته مع النيران وطالبت بالرحمة والمغفرة وأن يعفو التي تتغنج أمامه كالغزال بخصلاتها السوداء الطويلة يصيبه باللعڼة لا يستطيع السيطرة على نفسه في حضرتها ولا يستطيع أن يتوقف عن التفكير في ذلك الأمر في غيابها.. ما الذي يقوله عن والدته فهي المتسبب الوحيد في كل ما يحدث هذا..
أنه يفكر في عيونها القناصة الذي تصيبه في لمح البصر كلما نظرت إليه وقابلت عيناه تبعدهم كلما تقابلوا سويا ولكن أثرها عليه عجيب ويجعله يشعر بالخۏف من وجودها..
أمامه حل من الاثنين الأول أن ېقتل كل هذه المشاعر الجياشة داخله ويتحكم بنفسه وجسده ويعطيها ما لها عنده ويجعلها ترحل دون رجعه ويعود هو الآخر إلى وضعه الطبيعي ويمحي فكرة وجود النساء في حياته.. وفي هذه الحالة ستغضب والدته وتثور وتفعل ما لا يحمد عقباه وربما تقف فيما يفعل ولن تجعله ينجح أبدا ولن يستطيع قول شيء لها
يفعله خاصة أنها لا يبدو عليها من النساء المطيعات ولكنه يستطع أن يجعلها منهن..
وقفت أمامه في الصالون تنظر إليه بابتسامة مشرقة وهي تعتقد أنه استدعاها لأجل أن يقول لها أنه تم الانتهاء من إجراءات الميراث وستذهب!.. يا لها من طموحات وأحلام بسيطة ولكنها صعبة
المنال في حالتها..
وضع يده الاثنين بجيب بنطاله الأبيض ووقف شامخا يبدو عليه أنه حقا كبير الجزيرة وقال بصوت أجش خشن
مدام زينة.. أنا عايز اتجوزك
محت الابتسامة سريعا من على وجهها ونظرت إليه بذهول واستغراب بعد أن اتسعت عينيها عليه لقد قالها بمنتهى العنجهية والتكبر وخرجت من بين شفتيه بنبرة ناهية وكأنه لا يطلب ذلك بل قرر أنه سيحدث..
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن 
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الرابع
ندا_حسن
أنهارت حصونها ووقعت فريسة سهلة الصيد
بقيت صامتة تنظر إليه فقط بعيون متسعة مستغربة مما استمعت إليه منه لقد ألقى عليها صاعقة لم تكن مستعدة لمواجهتها أهو جن هل هو أحمق نعم مچنون وأحمق الاثنين معا من يفعل شيء كهذا يكون مچنون ومختل عقليا..
هي زوجة شقيقه! كيف يفكر بها بهذه الطريقة كيف يرى أنها من الممكن أن توافق أن تكون زوجة رجل مثله غامض وغريب الأطوار..
صمتها طال أمامه وهي واقفة تفكر في كل الأبعاد لهذه الكلمة الوحيدة التي خرجت منه وكأنه مچنون.. أهو يفعل ذلك حتى لا تأخد مالها هي وابنتها هل يطمع في حقها وميراث طفلة يتيمة مثل هذه.. إنها لا تطالب بشيء غريب
 

 

تم نسخ الرابط