رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة

موقع أيام نيوز

 


تهبط عليهم من الأعلى..
سحب السلاح منها عندما ارتخت يدها بسبب الړصاصة وأقترب يجذبها بقوة إلى صدره يأخذها بأحضانه فلم تجد ما تفعله إلا أنها دست نفسها به تخفي وجهها عنه تبكي بقوة والدموع تنهمر منها بغزارة..
تعلم أنها وقعت بخطأ كبير عندما تحدثت إلى طاهر ولكنه كان في هذا الوقت الوحيد الذي يستطيع إخراجها من الجزيرة على حسب حديثه فتعلقت به وكأنها غريق وهو المنقذ.. كل هذا كان منذ فترة بعيدة ولم تخبره أي شيء عن جبل فكيف علم!.. يحق له أن يشك بها ولكن ليس بهذه الطريقة فهي والله لم تكذب بشيء..

شعر بأن روحه كانت تنسحب منه أمام عيناه ولا يستطيع أن يفعل أي شيء شعر وكأن العالم يضيق من حوله والجميع يطالبون بمۏته..
كانت تقتله وهي لا تدري لم يستطع أن يرفع يده عليها أو يرى الألم بها فذهبت لتفعل أسوأ شيء على الإطلاق.. إنه لا ېكذب صدقها ولكن يصدق الأدلة التي أمامه.. يصدق أن لا أحد يدري غيرها ولا يستطيع أن يخون عاصم مرة أخرى.. يصدق أنها كانت تبغضه ووعدته بأن نهايته على يدها فربما كانت تريد!...
ليس غبي إلى هذه الدرجة ولكنه ضل الطريق.. سيحاول جاهدا أن يعلم كل شيء بعيد عنها وبعيدا عن الشك بها أن تقوم بالدعاء على ابنتها وتحاول قتل نفسها لأنه لا يصدقها أمر لا نقاش به.. وتصديقها بات حتمي
شدد على احتضانها وهو يقربها منه ليشعر بأنها مازالت هنا.. تلك التي أصبحت تجري داخل شرايينه..

صباح اليوم التالي
دلف جبل إلى غرفة الصالون صباحا مكفهر الوجه وملامحه حادة عابثة نظر إلى إسراء ثم قال بصرامة
خدي وعد واطلعي فوق
أومأت برأسها باستغراب لتقف تأخذ الصغيرة وذهبت من الغرفة تاركه إياهم صاعدة إلى الأعلى نظرت إليه زينة باستغراب ظهر على ملامحها..
قد تسائل الجميع عن ما حدث بينهم في الأمس فكذبت قائلة بأنها أخطأت بحقه كثيرا وكان خطأ لا يغتفر ففعل بها ذلك ولكن الأمر مر عليهما.. لم يدلف حديثها عقل أي منهم ولكنهم تغاضوا عنه بإرادة منهم..
تحدث بجدية شديدة وهو يتقدم إلى الداخل ليقف أمام وجيدة وشقيقته ومعهم زينة خرج صوته بحدة
أنا هرجع تمارا الجزيرة من تاني
هبت والدته واقفة فجأة وكأن صاعقة ضړبتها بعدما استمعت إلى حديثه لتتحول ملامحها تصرخ عليه
ترجع مين يا جبل أنت اتتجننت.. عايز ترجع تمارا اللي كانت هتقتل مراتك
أشار إلى زينة بيده ساخرا
مټخافيش أهي مراتي قدامك بسبع أرواح
وقفت زينة على قدميها والدموع تترقرق في عينيها قائلة بحزن
لو رجعت تمارا القصر تاني أنا اللي هامشي يا جبل
أجابها ببرود واستفزاز
لو عايزة تمشي أمشي أنا مش همنعك.. لكن زي ما قولتلك امبارح هتطلعي من هنا لوحدك.. بطولك
أحرقها بحديثه ولا مبالاته أمامهم فانفعلت قائلة
لأ يا جبل مش هامشي لوحدي أنا هاخد كل اللي ليا معايا
نظر إليها بقوة وتمعن يحتقرها أمامهم بشدة وذلك الرجل الذي كان موجود سابقا متيم في هواها محاه وكأنه لم يكن يوما
أنتي عارفه كويس أوي إنك مش قدي.. أنا قولتلك عايزة تمشي في ستين داهية بس لوحدك وإلا أنتي عارفه اللي هيحصلك
أشارت إليه والدته صاحبة الملامح القاسېة الحادة تقول پعنف
كلمني أنا هنا يا جبل.. الكلمة كلمتي هنا وأنا قولت تمارا مش هترجع
ابتسم ببرود لوالدته ونفى حديثها بلا مبالاة قائلا
تمارا هترجع.. وهتجوزها
أبعد نظرة إلى زوجته قائلا بقسۏة
على الأقل تمارا لما مشيت كانت مسالمة مأذتنيش مش خاېنة وغداره
تذكرت ما حدث منذ الأمس إلى اليوم لم تعد تتحمل أي إهانة منه أمامهم فقالت بنفاذ صبر
هو إحنا مش خلصنا من الموضوع ده حرام عليك كفاية بقى
تحدث بجدية دون إهتمام بما تقوله يلقي عليها كلمات قاسېة
مخلصناش.. أنا مش هتغابى وهسمع كلام عقلي وأشوف الأدلة اللي قدامي واللي وصلني النهاردة يخليني امحيكي بس أنا مش هعمل كده
وضع يديه في جيوب بنطاله وأقترب يتابع ذلك البرود الذي هو عليه ينظر داخل عينيها مباشرة
عايزة تمشي مع السلامة يلا.. بس لوحدك
أقتربت من والدته راجية إياها بعدما اخفضت نظرها من عليه
طنط لو سمحتي اتصرفي أنتي معاه
أبعدت والدته نظرها من عليه واتجهت إليها هي تنظر إليها بحدة واستغراب تام أهذا هو ابنها وهذه زوجته هل هي من حسدت ما كان بينهم ليصل الأمر إلى هنا بهذه الطريقة الموجعة..
سألتها باستغراب
أنتي عملتي ايه
وجهت عينيها إليه بقلة حيلة لا تدري ما الذي تقوله فأجاب هو بدلا عنها بسخرية ثم أكمل بجدية
ما تقولي ليها عملتي ايه يا غزال.. تمارا راجعة وأنتي تروحي تلمي حاجتك من اوضتي
أكمل بصرامة
لو هتقعدي هنا هتقعدي علشان خاطر بنتك ومزاجي بس
وجدها تنظر إليه بعيون حزينة وملامح مقهورة مخذولة منه أيشعر بالشفقة عليها! أم يعود في حديثه مرة أخرى ويترك كل شيء يذهب عرض الحائط... لا سيكمل ما بدأه
اسطرد ثانية بقسۏة
غير كده لأ
صاحت پغضب تجيب عليه بعدما لم تستطع مجاراة حديثه أو حتى فهم ما الذي يريده منها
 

 

تم نسخ الرابط