رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة
المحتويات
ألم ينتهي الأمر في المساء
وأنا مش هستحمل كده ومش مجبوره استحمله
ابتسم بسخرية شديدة ولم يعطي لڠضبها اهتمام بجيبها بجود
هتستحمليه ڠصب عن أهلك
أشار إليها بعصبية بعدما وجدها تقف تنظر إليه بعمق وعينيها تحاكيه بكثير من القهر والألم الممزوج بحزنها منه
غوري لمي حاجتك من اوضتي
غادرت الغرفة سريعا بعدما هبطت الدمعات من عينيها وهي تدرك جيدا أن حديثه صحيح لن تستطيع الخروج من الجزيرة وهم معها إلا بإذن منه وهذا لن يحدث لن يكن هناك مجال لأن تقف أمامه تجادله وتعاديه..
معاكي رقم تمارا مش كده
أومأت إليه برأسها وهي تنظر إليه پخوف وقلق فقال بجدية
هاتيه
أعطته الرقم تحت نظراته الجامدة عليهم فلم تستطع فهم أي شيء مما حدث بينهم ومازالت والدته هي التي تقف تتابع ما فعله بأعين حادة قاسېة تصمت وتكبت بداخلها تفكر فيما يفعله أو ما فعله ويريد التكملة به.. ترى أن زينة مؤكد فعلت شيء بشع للغاية حتى يتحول هكذا ولكنها حتى لم تدافع عن نفسها أمامهم ولم تكابر في الحديث معه.. ولم تقول سبب ما حدث بينهم في الأمس ولم يدلف عقلها أي من كل هذا.. الأمر مريب وليس كما يبدو وعليها أن تعلم ولكن ولدها لن يتفوه بحرف معها أنها تعرفه جيدا..
تحدث مع تمارا بعدما أخذ رقم الهاتف الخاص بها من شقيقته قدم إليها الكثير من الاعتذارات عن كم كان قاسې معها وتناسى كل ما كان بينهم لأجل تلك الغريبة التي اقټحمت عالمه دون إنذار..
قابلته بالسعادة الخالصة متعلقة في شباك غرامه الذي عبر إليها عنه من خلال المكالمة ولم تكذب الخبر ووافقته على كل ما يريد وطالبت هي بالعودة إلى الجزيرة مرة أخرى لتسترد حقها بعدما أعطاه إليها كامل..
وقف أمامها في المكتب بعدما عادت تنظر إليه بحزن اجادت تصنعه جيدا تقول
أنا زعلانه منك أوي يا جبل
بدى وكأنه رجل مسالم للغاية يتحدث برفق معتذرا وملامحه هادئة
أنا آسف.. أنا مكنتش عارف قيمتك يا تمارا كل اللي عملته معاكي كان من حړقتي علشان مشيتي وسيبتيني ولما رجعتي كانت زينة معايا بس خلاص
خلاص ايه
أمسك يدها بين يديه بحنان بالغ ونظرته نحوها تحمل الأسى والندم
أنا عرفت قيمتك.. تمارا
أكمل بحزن شديد
تمارا زينة خانتني وغدرت بيا وأنتي عارفه الخېانة عندي ديتها ايه
سألته وهي تقترب منه للغاية متعلقة بعيناه وراق لها كثيرا رؤيته هكذا محب مسالم حزين من أخرى يلقي بنفسه بين أحضانها فاستغلت الفرصة قائلة
دقق النظر بها وأردف بجدية بعدما زفر بضيق
أنا مش عايز اقټلها.. اللي عملته قهرها أكتر أنا كنت هخرجها من الجزيرة لولا أمي رفضت خروجها علشان وعد
ترك يدها واستدار يعطي إليها ظهره قائلا بشړ
استني بس عليا أنا بحضرلها مفاجأة يا تمارا
أقتربت منه تضع يدها على كتفه تسترق السمع لحديثه بتركيز شديد متسائلة باستغراب
ايه
استدار ينظر إليها بقوة يجيبها بجدية
هخليها تتنازل عن كل حاجه ليها هنا حتى بنتها وهطردها من الجزيرة كلها زي ما عملت معاكي وهجبلك حقك..
أكمل ناظرا إلى داخل عينيها بعمق وآسف نادما على كل ما بدر منه تجاهها
أنا آسف سامحيني أنا دلوقتي بس عرفت إني ماليش غيرك على الأقل أنتي بنت عمي اللي متربية معايا.. عمرك ما هتغدري بيا
اقتربت منه للغاية تجذبه لتحتضنه بحب والسعادة ترفرف داخل قلبها مبتسمة باتساع وتشفي
أنت بتقول ايه يا جبل أنت حبيبي.. أنا أبيع نفسي وأنت لأ
رفع يده يبادلها العناق وقال بثقة
عارف.. علشان كده عايزك تسامحيني
أومأت إليه برأسها ومازالت محتضنة إياه
سامحتك
سألها برفق
هتستحملي معايا لحد ما أخرجها من هنا واتجوزك
أومأت محركة رأسه عليه بقوة تؤكد بثقة كبيرة
طبعا يا جبل أكيد
لم يأخذ وقت في إقناعها بأنه نادم ولم تأخذ وقت في العودة إلى الجزيرة شعرت أن الحياة تبتسم إليها مع جبل من جديد لتسرق منه الفرصة التي من الأساس هو قدمها إليها على طبق من حديد قاسې معتقدة أنها عادت مرة أخرى إلى الجزيرة تسترد أملاكها بها.. القصر والجزيرة و جبل.. والكلمة وكل ما أخذته زينة منها لتبقى هي سيدة القصر وزوجة جبل العامري لتتمتع بالنفوذ والجاه وكل شيء يملكه هو بعدما علمت أنها أخطأت في تركه..
ذهبت في أول مرة بكامل إرادتها وفي المرة الثانية عندما ذهبت عنوة كانت على علم أنها ستعود بإرادته..
ابتسم هو ومازال محتضنا إياها
متابعة القراءة