رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة

موقع أيام نيوز

 


في دمائه قائلا بسخرية وصوت ضعيف
لو كنت اتأخرت شوية كنت قلبتها عليك بس أنت حظك حلو
لكمه مرة أخرى وأخرى وهو ېصرخ پحقد
مهما عملت مش هتعرف تبقى أنا.. ولا هتعرف تعملي حاجه.. بقالك قد ايه عدوي.. طول عمرك كلام وبس
أكمل ساخرا مبتسما بتهكم
سمعت قبل كده عن الصامت في رواية أحدهم.. أنت كنت المتحدث في روايتي.. مالكش أي قيمة غير إنك تتكلم لكن تنفيذ مافيش.

ارتفع صوت ضحكاته غير قادرا على مجابهة الضربات التي تأتيه منه فلم يعطيه الفرصة من البداية للرد فتزايدت عليه إلى أن وقع أسفله
ما قولتلك لو اتأخرت شوية كانت جزيرة العامري كلها ولعت باللي هعمله
بقي يلكمه بغل وقهر على والده وعلى حياته ورجاله الذين لقوا حتفهم بسببه ظل يضربه پحقد وڠضب ضاري وهو ېصرخ به وأصبحت الډماء ټغرق وجهه وجسده فتقدم عاصم سريعا منه يجذبه بعيدا عنه مذكرة أنهم يريدونه على قيد الحياة..
ابتسم جبل وهو يقول ساخرا
اللي جاي صعب عليك.. هتلعن الساعة اللي سولك فيها عقلك تقف قصاد جبل العامري
أكمل بجدية شديدة وصدق
طول عمري بحب اللعب وكنت كفيل بيك لوحدي وأعرف أجيب أجلك بس كنت سايبك تحلي اللعب معايا.. كنت سايبك تخليني استمتع في الملعب.. جه الوقت اللي تستقيل فيه من اللعبة كلها
ضربه بقدمه لآخر مرة عندما استمع إلى الدق فوق الباب الذي كان أغلقه عاصم تقدم مرة أخرى ليفتحه فدلفت عناصر الشرطة متناثرة في كل مكان وتقدم اثنان منهم يقبضون على طاهر الملقى أرضا لا حيلة له..
لم يستطع الوقوف بسبب ما فعله به جبل خسر كل شيء أمامه ووقع قتيلا أسفل قدميه كيف فعلها ابن العامري لا يدري ولكن قدره السيء هو الذي ألقى بكل ما فعله في مهب الريح ليبقى الآن ذليل أمامهم وبين يديهم يعرف المصير القادم إليه سيبقى في السجون إن لم يحصل على الإعدام..
تحدث الضابط بعملية شديدة
مقبوض عليك پتهمة قتل زهران العامري.. غير التهم التانية أظنك عارفها كويس
أشار إلى عناصر الشرطة
خدوه
ثم أبعد نظره إلى جبل قائلا بمواساة
البقاء لله يا جبل..
أجابه شاعرا بالحزن يتخلل داخله
ونعم بالله
ذهب جبل و عاصم مع عناصر الشرطة كان من السهل عليه قتلة بمنتهى السهولة ولم يكن سيحاسب على قټله ولكن في حالة القټل راحة وهو لا يريد له الراحة بل يريده أن يتعذب كما عذب والده يريده أن يتجرع كؤوس المر والحزن.. يريده أن يتمنى المۏت ولا يحصل عليه..
 

بعد أن أشرقت الشمس عاد جبل القصر مرة أخرى ملابسه مليئة بالأتربة وجهه وملامحه تحمل حزن ومأسي العالم أجمع جسده متهدل منحني إلى الأسفل ليس ذلك الجبل الشامخ طيلة الوقت.. هناك تغيير كبير حدث في حياته فقط في بضع ساعات جعله من شخصا صلب حاد لا ينهزم بالصعاب إلى آخر لين يسهل حزنه وكسره..
دلف إلى الداخل وقارب على الصعود إلى الأعلى لينال بعض من الراحة بين أحضانها لينال بعض من الهدوء بين طيات قلبها النقي يبكي ويفرغ ما داخله دون خوف دون أن يرى أن كسرته أمامها ككسرته أمام الجميع..
لم يستطع الصعود إلى الأعلى عندما وجد والدته تناديه بصوت حاد قاسې لم تنم بعد منذ ليلة الأمس تنتظر عودته من الخارج ليجلس أمامها كطفل صغير يخطئ ويخفي خطأه عنها والآن حان وقت المحاسبة ومراجعة كل ما فعله في الأيام المنصرمة دون علمها واللجوء إليها وأخذ حديثها بعين الاعتبار..
عاد زافرا الهواء من رئتيه بضيق شديد فلا يستطيع التحمل أكثر من ذلك يكفي ما تحمله إلى الآن يود الجلوس ليفرغ ما بداخله ثم يستقبل صدمات أخرى وأفعال غير الذي قابلها..
أشارت له بالولوج إلى الغرفة ففعل ليجلس على الأريكة أتت لتجلس أمامه متحدثة بجدية
أنا عايزة أفهم كل حاجه حصلت يا جبل من البداية لحد دلوقتي..
أومأ إليها برأسه موافقا على حديثها الآن أتى الوقت المناسب للبوح بكل سر أخفاه عنها حرك رأسه مفكرا قليلا تحت أنظارها يبدو أنه لن يبوح عن كل الأسرار لا يجوز أن يفعل هذا إن كان هناك حزن مرة سابقة فلما سيكون هناك حزن للمرة الثانية على نفس السبب!..
تحدث متنهدا بعمق
أنا مكنتش بكمل مسيرة أبويا المشرفة في تجارة السلاح
قطبت جبينها باستغراب تتابعه بعينيها قائلة مستفهمة
يعني ايه
تنهد مرة أخرى يخرج ما بجوفه بجمود يلقي عليها الحديث بطريقة باردة وكأنها لا يشيء
أنا كنت شغال مع الحكومة بساعدهم في القبض على تجار السلاح
ولكن أثر الكلمات عليها كانت صاعقة لم تتحملها وهي تناظره بحدة وذهول تام تسأله
أنت بتقول ايه يا جبل
أومأ إليها يؤكد على حديثه مكملا بجدية
اللي سمعتيه أنا مش تاجر سلاح ده اللي انتوا تعرفوه والجزيرة والكل لكن الحقيقة هي أن أنا شغال مع الحكومة
حرك يديه بارهاق يشير إليها موضحا ما حدث في الأيام الماضية
مكنش حد يعرف غير عاصم وبعدين زينة سمعتنا تمارا وبعد ما خرجت من الجزيرة قالت لطاهر ولو هو متأخرش في
 

 

تم نسخ الرابط