رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة
المحتويات
فرح تناديها حتى تهبط إلى الأسفل لتأكل معهم دلفت إلى الغرفة وجدتها تجلس في العتمة تنظر إلى باب الشرفة تطالع القمر بعينان دامعة ووجنتيها ملطخة بالدموع ملامحها حزينة للغاية وقلبها يبكي دماء على ما أقدمت بفعله بنفسها..
دلفت والدتها لتجلس جوارها قائلة بهدوء
قومي يا فرح كلي معانا
أجابتها بصوت خاڤت حزين للغاية يؤثر البكاء عليه
سألتها والدتها بعدما جذبتها نحوها تربت عليها بخفه تنظر إليها بحزن
بټعيطي ليه دلوقتي
أبعدت وجهها إلى الناحية الأخرى ومسحت بيدها على وجهها تقول كاذبة
عيني دخل فيها حاجه
تهكمت والدتها تسألها
الاتنين يا فرح
قالت مرة أخرى تحاول أن تأخذها إلى الأسفل
قومي تعالي يلا
أجابتها رافضة الهبوط إلى الأسفل وعيناها مازالت تذرف الدموع حزنا وقهرا على ما حدث لها
ربتت والدتها مرة أخرى عليها يخرج صوتها بهدوء تتحدث معها بلين
أنتي محضرتيش كتب الكتاب.. عارفه أنك زعلانه عليه بس كله نصيب والقلب وما يريد
اجهشت في البكاء بعدما تحدث والدتها تقول پقهر وندم لا مثيل له
أنا زعلانه على اللي عملته في نفسي
نظرت إليها والدتها مطولا بعدما فعلته كانت تريد أن ټقتلها وتأتي بروحها في يدها ولكنها في النهاية ابنتها لا تستطيع أن تفعل بها هكذا ولا تستطيع أن ترى الۏجع يمسها ولكن ما حدث كان صعب للغاية لا تتحمله امرأة على فتاتها تابعتها وقالت بجدية قاسېة
وقفت على قدميها تبتعد إلى الخارج تاركة إياها وحدها فلم تستطع أن تواسيها لأن ما فعلته بنفسها ليس به مجال للمواساة لقد أخطأت كثيرا بحق نفسها وبحق عائلتها وشقيقها ألقت بشرفها في أحضان حقېر كان من أعوان أكبر أعداء شقيقها..
جلست فرح وحدها تبكي بقوة وعڼف يرتفع صوت بكائها وكأنها تغسل روحها تحاول أن تنقيها بعدما دنستها ودنست شرفها بفعلتها الدنيئة مع جلال والأخرى مع عاصم عندما قامت بالقاء تهمة لم يفعلها ولم يفكر بها يوما ونصبت له محكمة أمام الجميع كاد أن يقع بها تحت حكم الإعدام شنقا أو الأسوأ من هذا على يد شقيقها.. الآن رحل جلال الذي ألقت نفسها في فراشه بورقة ليس لها أي قيمة..
لن يفيد الندم ولن يفيد البكاء ولكن ربما يغفر لها الله ما فعلته ما يحدث في الأسفل الآن جعل ضميرها يستفيق من غفله كان بها فلم تستطع أن تنظر بعينين أحد بالأخص بعد ما حدث لابنة عمها تمارا تخاف من أن تكون نهايتها تماثلها فحاولت اللجوء إلى ربها نادمة على كل ما فعلته إلى اليوم..
خرجت زينة من غرفة إسراء و وعد بعدما اطمئنت عليهم سويا متوجهة إلى غرفتها حيث قام جبل بتغيرها بالكامل بعدما اشټعل الحريق بها..
دلفت إلى الغرفة وأغلقت الباب من خلفها لترفع بصرها إليه على الفراش ثم دلفت في نوبة ضحك يرتفع صوتها وهي تقترب منه باستغراب شديد..
وقفت أمام الفراش قائلة باستفهام تسائلة بعدما أدمعت عينيها
كان يجلس على الفراش مجردا من ملابسه بالكامل إلا سروال صغير ينتظر حضورها نظر إلى نفسه ثم أعاد بصره إليها قائلا
ايه المضحك في الموضوع
اعتدل في جلسته ثم وقف على قدميه مبتعدا عن الفراش ليستمع إلى صوتها الضاحك
شكلك
جذبها نحوه بقوة يستدير بها قائلا بخبث ومكر
وشكلك بعد قليل
مال عليها قبل أن تعترض رقيقة حنونة ناعمة منه إليها يبث فيها كم هو عاشق محب هادي رفعت يدها على ولكنها في لمح البصر تحولت إلى أخرى عڼيفة دامية..
دروب العشق صنعت للعاشقين راغبين الحب وجنونه كان هو أول العاشقين الذي انتصر على ماض كامل وفاز بها وأخر الخاسرين الذي خسر كل شيء لم يرغبه بحياته ليحظى بها..
درب الهوى ميال إلى قلب مرتجف بالشغف والوله ولم يكن هناك قلب كقلبها ليحظى به تمثل إليها في العوض بعدما قالت أنه لم يشفع له الحب بعدما انتهك روحها لم يشفع له الغرام ولم تشفع لهفة الاشتياق لم تشفع لوعة الفراق ولم تشفع نبرته الخاڤتة المطالبة بالغفران الآن تقول إن كل ذلك كان يشفع له إلى أن أصبح ملاذ قلبها ومالك فؤادها..
ألم تقل انطوت صفحة غرامة بقلبها وأغلقت عليه بعدها بأصفاد حديدية فلا يوجد مكان للحب مرة أخرى لا يوجد مكان تزهر به الورود الحمراء وإن أزهرت فلا يحدث دون وجود أشواك قد اكتفت يكفي ما أخذته من الحب والغرام يكفي أنها الآن تدفع ثمن شيء لم تقم بفعله أنها الآن غزال سجينة جبل العامري
الآن يتغير كل ما قالته فلم تأخذ شيء من الحب لم تكتفي من الغرام ولم تحظى بالاستمتاع به إلا معه الآن بكامل إرادتها ترفرف الفرحة داخل قلبها تقرع
متابعة القراءة