رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة

موقع أيام نيوز

 


أخيه وأحبها أيضا ينظر إليها بقوة وعيناه تقابل عينيها بجمود وكأن ما كان بينهم لم يكن.. يقول لها من خلال بريق عيناه أن وجودها لا يمثل فارقا.. لا يحدد موقفا لا يسعد أو يحزن أحد أنها هنا كما لو لم تكن هنا..
عادت زينة للخلف مبتسمة متصعنة كل هذا تنظر إليها بطرف عينيها لم تكن بحاجه لاغاظتها أكثر فقد وصل إليها الغيظ والضيق ودلف إلى جسدها يجعله بالكامل في حالة غير طبيعية..

وضع جبل يده على رأس زينة يمررها على خصلاتها بحنان وما كان يصدر عنه هو كان حقيقي بالكامل وليس به ذرة من التمثيل خرج صوته شغوفا قائلا
وحشتيني
ابتسمت إليه باتساع ولكن الحقيقة أنها لم تكن تستطيع مجاراته هو.. لقد كانت تحاول أن تتعالى به على تلك ابنة عمه وفعلت ذلك وجعلتها تعلم أنها المرأة الوحيدة بقلبه وحياته وكل هذا كان بالكذب..
حقا كل قوي هناك الأقوى منه.. لا تستطيع النظر إلى عيناه والاستماع إلى تلك الكلمات القاټلة وكأنها حقيقة..
نظرات عينيه المخيفة دائما في تلك اللحظات كانت شغوفه نحوها تلتمع بحنان وغرابتها تحدثها بالحب تلقي سهام العفو والمغفرة شفتيه الغليظة التي عذبتها دوما بكلمات من القسۏة والجمود تحركت قائلة كلمات الحب والغزل يده التي أشتدت في صفعها كثيرا من المرات تسير على خصلاتها برفق ونعومة وكأنها قطة صغيرة تحتاج لمن يحنو عليها..
 
تبادل النظرات كان عڼيف للغاية حرب ضارية ولجوا بها سويا وكل منهم يبحر داخل أعين الآخر في محاولة بائسة منه معرفة ما المخفي داخله وما السبيل للوصول إليه..
خرج من كل هذا وهو يشير إليها أمامه قائلا بصوت رجولي أجش أثرت عليه مشاعره
تعالي معايا عايزك
ذهبت معه إلى الداخل وتركوا خلفهم قلب يشتعل ېحترق نيران تأججت داخله فقټلت كل ما به الغيرة تنهش داخلها روحها تزهق بسبب نظراته نحوها وحديثه معها.. لم يهتف يوما لها بكلمة من كلمات الغزل.. لم يفعلها يوما.. إلى هذه الدرجة قامت بتغييره
لن تتركه لن تصمت وتتركه يسلب منها بهذه الطريقة المهينة.. إنه كان ملك لها هي من تركته ومن ستعيدة مرة أخرى.. لن تكون لغيره وهو لن يكن لغيرها..
ستنشب حربا قريبا ستخرج منها فائزة فرحة
بجمع الغنائم..
ولج إلى الغرفة وهي خلفه أغلقت الباب ووقفت تنظر إليه محاولة الثبات تمحي ما فعلته بالأسفل منذ قليل تتعامل بهدوء وكأن لم يحدث شيء ولكنه لم يسمح لها بهذا بل بقي ينظر إليها بابتسامة خبيثة ماكرة يتابعها بزاوية عينيه..
يعلم أنها تريد أن تمحي ما حدث ولكنه انتهز الفرصة بسرعة ينظر إليها ضاحكا اغتاظت منه فاقتربت تشيح بيدها بهمجية قائلة بانفعال
ايه.. ايه بتبصلي كده ليه
استقام في وقفته ينظر إليها محاولا كتم ضحكته التي تريد الفرار من بين شفتيه
ولا حاجه مالك
أشارت إليه بيدها مضيقة عينيها السوداء عليه تدرك جيدا إلى ماذا يريد أن يصل فقالت موضحة
بقولك ايه أنا فهماك كويس.. اللي عملته ده كان بسبب تمارا دي بنت مستفزة
سألها مبتسما معتقدا أنها تبرر فعلتها ليس إلا
ليه ايه الحاجه الكبيرة أوي اللي عملتها خلتك تتخلي عن كل حاجه وتقربي مني كده
أشاحت بيدها وهي تبتعد للخلف تتحدث ببرود ولا مبالاة
كانت عايزاني أهرب ومصدقتش إني مش عايزة وإني مڠصوبة فاضطريت أعمل كده علشان تصدق زي ما أنت عملتها قبل كده
أقترب منها وتحولت ملامح وجهه للجدية التامة والحدة الخالصة يقف أمامها يسألها بقسۏة وخشونة
كانت عايزة ايه
نظرت إليه ولم تدرك ما فعلته إلا بعدما باغتها بنظراته الغاضبة والشرسة الموجهه نحوها لم يجد منها ردا بل وقفت متوترة فصاح بعصبية
انطقي.. كانت عايزة ايه
أردفت كاذبة كي تنهي الأمر قائلة بهدوء
استفزتني بالكلام إني حاولت أهرب قبل كده وإني ممكن أعملها
أقترب منها ليقف أمامها مباشرة عيناه منصبة على عيناها وملامحها ومن خلال توترها ونظراتها المشتتة نحوه علم أنها كاذبة فقال بقوة
أنتي كدابة.. قولي الحقيقة يا زينة وإلا مش هيحصل كويس
ضغطت على شفتيها پعنف وأبعدت عينيها للفراغ بعيدا عنه قائلة بإيجاز
كانت عايزة تساعدني أهرب من الجزيرة
ضغط عليها وهو يقوم بالإمساك بيدها عندما فهم أنها تريد الهرب منه ومن حديثه يهتف متسائلا مضيقا عينيه عليها
قالتلك ايه بالحرف
لم تجد مفر آخر بعيد عنه فقالت ما حدث بجدية
قالتلي أنها ممكن تساعدني يا جبل علشان أهرب من هنا وأبعد عنك من غير ما حد يعرف ولا حد يمنعني لأنها تقدر تعمل كده.. فأنا حاولت افهمها إني مش عايزة
استردت تكمل مبررة ما فعلته
بس هي كانت فاهمه إني بكدب وأننا مش كويسين مع بعض أصلا علشان كده لما أنت
 

 

تم نسخ الرابط