رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة
المحتويات
بكرة تعقلي وتنسي كل ده
نظرت إليه نظرات ڼارية محتقرة واشټعل فتيل الڠضب داخلها بسبب رفضه لها بتلك الطريقة المهينة القاسېة تقول غير مصدقة
ايه
أجاب ببرود
اللي سمعتيه
أبصرها بقوة وعنجهيته ظهرت في نظرته فبقيت بالنسبة إليها تكبر عليها ومن بعد هذه النظرة رحل وتركها تقف وحدها ولم يفكر لحظة فيما قد يمر بها أو تمر به.. تاركا خلفه أنثى مطعونة بقسۏة وغرور ملقاة أسفل قدمه بعد أن قدمت نفسها إليه وهو من قام برفضها..
جلست زينة في حديقة القصر نهار اليوم التالي تنظر إلى ابنتها التي كانت تركض هي وشقيقتها يتمازحون سويا..
شعرت بمن يجلس جوارها ف أدارت رأسها لتبصر تمارا هي من أتت إليها.. ابتسمت لها بعملية وعادت تنظر إلى شقيقتها وابنتها غير مبالية بتلك التي أتت لها ولم تعيرها أدنى اهتمام..
استمعت زينة إلى صوت تمارا يخرج بسخرية واستهزاء
مش أنا عرفت يا زينة سبب جوازك من جبل
استدارت معتدلة تنظر إليها باستغراب ثم سألتها قائلة
وايه هو السبب.. تصدقي إني لحد دلوقتي معرفش السبب
حركت تمارا حاجبيها بطريقة تدل على عدم تصديقها قائلة بسخرية
أغاظتها زينة بقوة وهي تردف
أكيد مش مصدقة.. حقك بصراحة أصل الأسباب كانت كتيرة منها أن جبل مقدرش يخليني اسيبه وأمشي
ألقت كلمات ذات مغزى بتهكم واستعلاء
وأنا بصراحة مش زي حد.. مقدرتش أبعد عنه
كتمت الأخرى غيظها منها ونظرت إليها بعمق ونظراتها مشټعلة بنيران الغيرة والحقد عليها ولكنها شددت على نفسها قائلة
غريبة.. أصلي عرفت إنك حاولتي تهربي
آه حاولت بس الحمدلله إني معرفتش أهرب.. كنت هعيش ندمانه طول عمري.. إزاي اسيب جبل واسيبه لمين
اتسعت ابتسامة تمارا وهي تدري أنها كاذبة فقالت بجدية شديدة
ما تيجي معايا دوغري يا زينة..
سألتها زينة باستغراب
أكتر من كده
عقبت قائلة ما حدث وملامح وجهها تشير إلى أنها تعلم كل شيء قائلة من خلالهم لا مجال للكذب
حركت كتفيها بدلال وقالت بنبرة هادئة ترفرف بعينيها السوداء
ده كلام حقيقي.. بس مافيش حاجه بتفضل على حالها يا تمارا.. كل حاجه وارد تتغير
صمتت قليلا وهي تراها مصرة على الكذب وإظهار أن كل ما بينها وبينه على ما يرام وأكثر من ذلك متجهة إلى طريق الحب تأخذ مكانها بقلبه وحياته..
ولو سمحتلك الفرصة تهربي.. وارد بردو كل حاجه تتغير من تاني
بادلتها النظرات المستفهمة واعتدلت في جلستها تصب تركيزها عليها متسائلة
قصدك ايه
ابتسمت عندما جذبت انتباهها إليها بهذه الطريقة وأدركت أن ما أرادته سيحدث لا محال فهي كاذبة كبيرة فقط عندما أتت على ذكر الهرب عمقت تركيزها نحوها وكأنها طوق النجاة..
قالت بنبرة جدية تحمل داخلها الثقة والتأكيد على كل حرف يخرج من بين شفتيها
أنا أقدر اهربك من الجزيرة من غير نقطة ډم ولا طرفة عين.. أنا بس اللي ممكن أعمل كده عارفه كل مكان فيها وإزاي تخرجي بسلام من غير ما مخلوق يشوفك.. كفاية إني من عيلة العامري عندي حصانة
وجدت زينة تنظر إليها دون حديث يعبر عما يجول بخاطرها فقالت مستفسرة
قولتي ايه
كانت هي في عالم آخر تفكر في تلك الفرصة الذهبية التي أتت إليها على طبق من ذهب هذه هي الفرصة التي كانت في انتظارها.. الهروب والفرار من جزيرة العامري دون أن يمسها سوء هي وعائلتها.. كانت في انتظار أن يقوم أحد من قلب العائلة أو الجزيرة بعرض عليها هذه الفكرة لمساعدتها في النجاة بحياتها ومن معها..
لطالما كانت تتوق لخوض هذه التجربة والمرور بهذه اللحظة.. لا مجال للرفض
أو التفكير..
هو الفرار وليس غيره.. لا محال
مررت بأبشع الطرق المؤذية عبرت ممرات الخېانة وجلست بين ازقه الحزن ركضت بين دروب القسۏة ولم أجد يوما مأوى يحتويني بحب تربت جدرانه على أكتافي بحنو و لم أحصل على كتف يمتص آلام روحي وعناء قلبي مكثت وحيدة لليالي طويلة أعاني من كثرة آنات الغدر المصاحبة للقسۏة والعڼف وأن سمحت الفرصة بالفرار من بلدة لم يشهد قلبي بين شوارعها سوى الأسى والتعاسة فلن يكن هناك قرار آخر ولن أدع الحكم لقلب أو لعقل.. إما الفرار أو الفرار...
يتبع
رواية سجينة جبل العامري
للكاتبة ندا حسن
سجينة_جبل_العامري
الفصل_الخامس_عشر
ندا_حسن
قاربت على لمس الحب والشعور بلهفة العشق مررت بلوعة الاشتياق فلا تعترض على مرارة الكبرياء ولا تحزن عزيزي من كسرة الأحباب
بعد تفكير دام طويلا ونظرات يتبادلونها الاثنين واحدة لا تبغي إلا تحقيق حلمها بذهاب غريمتها من الجزيرة بأكملها لتبقى هي
متابعة القراءة